سياسةأمن وقضاءإقليميدوليعالسطرمختاراتنزاعات وصراعات

متاهات واضحة في الظاهر وغامضة في الباطن

تبدو الضربة الإسرائيلية على صنعاء قبل أيام، والتي أدت الى مقتل عدد من المسؤولين الحوثيين، أكبر وأوسع من حلقة تصعيد ضمن سلسلة المواجهة الدائرة بين الطرفَيْن منذ 7 تشرين الاول 2023.

فبَدْء تنفيذ هذا النوع من العمليات العسكرية يتجاوز توسيع النشاط الحربي، ليبلغ مستويات مصيرية جديدة في المواجهة، من دون قرار بحَسْم نهائي على جبهة اليمن، بحسب أكثر من مراقب، وتبعاً لما تظهره الوقائع.

خراب ودمار…

وإذا دُمِجَت ضربة اليمن، مع الضربة الإسرائيلية التي أدت الى تصفية المتحدث العسكري بإسم “كتائب القسام” (الجناح العسكري لحركة “حماس”) حذيفة كحلوت (أبو عبيدة)، الذي كان هدفاً عسكرياً مهمّاً جداً منذ وقت طويل في الحروب بين إسرائيل و”حماس”، والتي تبدو (تصفية كحلوت) من دون مردود على مستوى حسم إنهاء المعارك، نجد أن المواجهة الإقليمية تتوغّل في متاهات جديدة واضحة في الظاهر، وغامضة جداً في الباطن.

فمتى يُتَّخَذ القرار بكتابة الفصل الأخير من حرب 7 تشرين الاول 2023؟ وما هي كلفة هكذا قرار؟ وما هو تأثيره على مستوى إقليمي عام، وعلى لبنان بشكل خاص، خصوصاً أنه (لبنان) نال حصّته من تلك المواجهة بالخراب والدمار؟

“نيابية” 2026

أشار مصدر مُواكِب لآخر التطورات المحلية والخارجية الى “أننا لسنا في مرحلة تحضيرية لأحداث أسوأ من تلك التي حصلت خلال المراحل السابقة. فالاحتمالات الأسوأ تحتاج الى وجود قوّتَيْن، فيما لم يَعُد يوجد اليوم سوى قوة واحدة في المنطقة عملياً، وهي القوة الأميركية التي تتحكم بما يجري، ولدرجة أن الروس باتوا بحاجة الى تسويات واتفاقات ليحفظوا ما تبقّى لهم من وجود في سوريا، وذلك بعدما كانوا يسيطرون على جزء كبير من الأراضي السورية خلال السنوات الماضية”.

ولفت الى أن “الشرق الأوسط بات محكوماً بقوة واحدة. وهذا الواقع يمنع حصول مواجهة جديدة في لبنان أيضاً، حيث لم يَعُد يوجد سوى قوى محلية تصرخ في وجه بعضها، وتهدّد بعضها لا أكثر، من دون أي قدرة فعلية على الأرض”.

وختم محذّراً من أن “لغة التحدّي الداخلي بشأن حصر السلاح قد لا تكون سوى محاولات مُتَّفَق عليها لتوزيع الأدوار بين قوى محلية متناحرة سياسياً، تمكّنها من استثمارها مع جماهيرها، لا سيّما أننا على مسافة أشهر من الانتخابات النيابية في 2026. وبالتالي، حصر السلاح بيد الجيش والدولة ليس مسألة تحدّي، بل ضرورة يجب تنفيذها من دون ضجيج سياسي، يسمح لهذا أو لذاك بشحن المسيحيين أو الشيعة مثلاً، وبجرّهم الى صناديق الاقتراع كما يحلو له”.

(انطوان الفتى)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى