
خاص – بيروت بوست
لم يأتِ طرح اسم الدكتور بول سالم كمفاوض محتمل مع إسرائيل عن عبث، بل جاء نتيجة حسابات دقيقة تتقاطع فيها السياسة الأميركية بالمصالح اللبنانية والرهانات الإقليمية.
فاختيار سالم، الذي يُعتبر من الشخصيات المقربة من الدوائر الجمهورية في واشنطن، ليس مجرد صدفة أو خيار أكاديمي، بل خطوة مدروسة تهدف إلى فتح قناة تواصل مقبولة لدى الإدارة الأميركية الحالية، التي يقودها الجمهوريون بوضوح في توجهاتها الشرق أوسطية.
سالم، الذي يرأس مؤسسة فكرية مرموقة في واشنطن، ويُعرف بخطابه المعتدل، يمتلك شبكة علاقات واسعة داخل الحزب الجمهوري، كما أن والده، أحد الوجوه الدبلوماسية السابقة، كان من المقربين من أوساط الحكم في الولايات المتحدة.
هذه الخلفية جعلت منه شخصية مثالية لردم الهوة بين واشنطن والعهد، خصوصاً في مرحلة تحاول فيها بعض القوى اللبنانية إعادة تموضعها بما يتناسب مع ميزان القوى الأميركي الجديد.
أما النقطة الثانية، فتتعلق بعلاقته القوية بمسعد بولس، رجل الأعمال والمستشار اللبناني الأصل، اذ بحسب المعلومات، كان من المقرر أن يقوم الاثنان بزيارة مشتركة إلى لبنان.
من هنا، يبدو أن اختيار سالم ليس تفصيلاً هامشيًا، بل جزء من خطة أكبر ترسم ملامح مرحلة جديدة من التواصل الأميركي- العوني، تُدار بهدوء، بعيداً عن الأضواء، وتخضع لحسابات دقيقة تتجاوز الأسماء إلى ما هو أبعد: إعادة تموضع لبنان في الخارطة السياسية الإقليمية.





