لماذا الشيخ تميم؟

خاص – بيروت بوست
في عودةٍ نادرة إلى ذاكرة العلاقات الأميركية – العربية، يبرز مشهدٌ رمزيّ لافت: صعود أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الطائرة الرئاسية الأميركية، للقاء الرئيس دونالد ترامب، في لحظةٍ تختصر عمق التحالف القطري – الأميركي وتحوّله إلى شراكة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة.
فهذه الخطوة، التي لم تتح لأيّ زعيم عربي قبله، لا تحمل طابعاً بروتوكولياً فحسب، بل تُعبّر عن مكانة استثنائية يتمتع بها الأمير تميم في حسابات واشنطن السياسية والأمنية.
من وجهة النظر الأميركية، باتت الدوحة شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه، سواء في الملفات الإقليمية المعقدة، كوساطتها في النزاعات الشرق أوسطية، أو في استضافة أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة، قاعدة العديد، التي تشكّل قلب العمليات العسكرية في الخليج.
أما من زاوية قطر، فالمشهد يجسّد تتويجاً لدبلوماسيتها الذكية القائمة على التوازن بين الانفتاح على الغرب والحفاظ على دور عربي مستقلّ، قادر على الجمع بين الحوار والوساطة والتأثير.
إنّ مشهد الأمير تميم على الطائرة الرئاسية الأميركية ليس مجرد لقطة عابرة في الأرشيف، بل رسالة سياسية مزدوجة: احترام أميركي لدور قطر، واعتراف ضمني بأن الدوحة أصبحت رقماً صعباً في معادلة الشرق الأوسط الجديد.





