
هيبة الدولة انتحرت أمس على صخرة روشة.
فمنطق القوة تغلب على منطق القانون والحق، والدويلة تغلبت مرة اخرى على الدولة. السبب في كل ما حصل: الجيش والقوى الامنية.
فالسلطة السياسية قالت كلمتها بوضوح وبلا مواربة، واعلنت بحبر قرار نواف سلام ان التجمع مسموح، أما وضع صور للسيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ممنوع على صخرة الروشة. لكن للاسف لا الجيش ولا كل القوى الامنية الاخرى كانت على قدر المسؤولية.
لقد تهاونت واستسلمت وارتضت ان يخرق القانون وان لا يحترم قرار رئيس الحكومة.
فهل يمكن الامر ان يمر كأنه لم يكن، اي بلا مساءلة وبلا محاسبة؟
دائما كانت ال “ام تي في” الى جانب الجيش والقوى الامنية الاخرى، ودائما كانت في طليعة المدافعين عن الجيش والقوى الامنية، ولكن ما حصل أمس غير معقول وغير مقبول.
ففي الساعات الاخيرة انقلب حزب الله على التسوية المتعلقة باضاءة صخرة الروشة، فاثبت، مرة جديدة انه وبعكس ما يروجه لا يلتزم اي اتفاق، حتى ولو كان عرابه “الاخ الاكبر” نبيه بري.
فهل نبيه بري مستاء فعلا، ام ثمة تواطوء خفي بينه وبين الحزب على ما حصل؟
واذا كان ما فعله الحزب غير مستغرب، انطلاقا من تاريخه المعروف، فان ما ليس مألوفا هو طريقة تعاطي القوى الامنية، وفي طليعتها الجيش، مع قرار صدر عن رئيس الحكومة.
فهل الجيش والقوى الامنية عاجزة حقا عن تنفيذ القرار، ام انها فضلت عدم التطبيق لاسباب تتعلق بها وغير معروفة حتى الان؟
فصورتا الامينين العامين السابقين للحزب رفعتا على صخرة الروشة بحرا، فيما كان العلم الايراني يرفرف برا، وفيما كان المحتشدون يرددون بصوت واحد: “شيعة شيعة شيعة”.
إنها صورة سوداء قدمها الجيش وقدمتها القوى الامنية امس للبنانيين وللمجتمعين العربي والدولي.
اما القادة الامنيون فلا يمكنهم بعد اليوم ان يقولوا وان يتفاخروا قائلين: نحن نزيهون. فالنزاهة لا تكفي. السلطة قرار، والقرارات بحاجة الى رجال رجال.
فمن سيحترم بعد دولة لا تحترم نفسها؟ ومن سيتعاطى بعد مع سلطة لا تؤمن هي بسلطتها؟ ومن سيقتنع بعد ان جيشا لا يتجرأ على منع تركيز صورتين على صخرة، قادر على حصر السلاح بيده؟
(مقدمة أخبار ام.تي.في)