خاصأمن وقضاءإقليميدوليسياسةنزاعات وصراعاتنقطة فاصلة

قاسم اقترح فهل تلبي الرياض؟

خاص – بيروت بوست

يبدو ان منطقة الشرق الأوسط على اعتاب مرحلة جديدة من التوترات والتحديات، قد تكون أكثر تعقيداً من سابقاتها، مع اعلان الرئيس الفرنسي عن اعادة العقوبات الاممية ضد ايران نهاية الشهر الحالي، وفشل  مجلس الامن في اولى جلساته في هذا الخصوص، في قرار لا يُقرأ فقط من زاوية قانونية تتعلق بالامتثال للاتفاق النووي أو انتهاكه، بل يُفهم باعتباره جزءاً من صراع أوسع بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، يتجاوز البعد النووي ليشمل الأدوار الإقليمية، والتحالفات العسكرية، ومسارات النفوذ في ملفات اليمن وسوريا ولبنان والعراق وحتى الخليج.

عقوبات تعيد تسليط الضوء على شبكة التحالفات التي بنتها طهران خلال السنوات الماضية، وعلى قدرة النظام الإيراني على الصمود داخلياً والرد خارجياً، عبر الحلفاء السياسيين والعسكريين، والشبكات الاقتصادية العابرة للحدود، ما يضع دول المنطقة، لا سيما تلك التي ترتبط بعلاقات مع طهران أمام خيارات صعبة بين التكيف أو المواجهة.

ومن زاوية أعمق، تفتح هذه التطورات الباب أمام إعادة تشكيل ديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط، في وقت يشهد الإقليم انتقالاً استراتيجياً دقيقاً، ومحطات مفصلية ستؤثر على توازنات الطاقة، وحركة التجارة، وأمن الملاحة، واحتمالات الانفجار الأمني في أكثر من ساحة.

في ظل هذه الاجواء من التوتر الإقليمي والدولي، جاء كلام الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال كلمته في الذكرى السنوية الأولى “للقائد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه”، أمس، بمثابة موقف محوري يعكس قراءة الحزب للمرحلة المقبلة، سواء في الداخل اللبناني أو على مستوى الإقليم. فالمنطقة، بحسب وصفه، تقف على “منعطف سياسي خطير”، عنوانه إعادة ترتيب الأولويات والتحالفات، ومحاولة فرض وقائع استراتيجية جديدة بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

واضح من القراءة الاولى ان الخطاب حمل رسائل متعددة الاتجاهات: إلى الداخل اللبناني، حيث شدد على ضرورة تحصين الساحة الوطنية ورفض أي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل، وإلى الإقليم، ولا سيما السعودية، التي دعاها إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة على قاعدة أن “إسرائيل هي العدو، لا المقاومة”، أما على المستوى الدولي، فقد انتقد ما وصفه بفشل الرهانات الأميركية، سواء عبر العقوبات، أو الحرب الناعمة، أو التطبيع.

فالخط الذي رسمه الشيخ قاسم يعكس تحولات جذرية في تموضع قوى “محور المقاومة”، كما يشير إلى قناعة راسخة لدى الحزب بأن الاستهداف المقبل لن يكون موضعيًا أو تكتيكيًا، بل استراتيجيًا وشاملًا، ما يضيء على ملامح المرحلة المقبلة، ويكشف عن طبيعة المواجهة التي يُعاد رسم معالمها من غزة إلى لبنان، مروراً بالدوحة ودمشق.

عليه يمكن الحديث عن مرحلة جديدة في تعاطي حزب الله مع التحولات الإقليمية، تقوم على:

– الاستعداد لتوسيع بيكار المواجهة.

– فتح خطوط تواصل جديدة مع خصوم الأمس مثل السعودية، ولكن ضمن شروط الحزب.

– تثبيت رواية “الحصار الدولي” عبر اتهام أميركا وإسرائيل بعرقلة الإعمار وفرض الحصار.

– تحصين الجبهة الداخلية سياسياً، في ظل الخلافات المتصاعدة حول سلاح الحزب.

فهل ترد الرياض بقبول الدعوة، أم أن الماضي سيغلب بثقله الحاضر؟

الجواب لم يتاخر، اذ وصل الى بيروت الموفد الملكي السعودي يزيد بن فرحان، لعقد سلسلة لقاءات، حيث تكشف مصادر مقربة من “الممانعة” ان مبادرة “الشيخ نعيم” جاءت لتتوج سلسلة اتصالات قادتها طهران، مستفيدة من تحسن علاقاتها بالرياض، وبتقاربها من الصين وروسيا.

وتتابع المصادر، بان نتائج ما بعد ضربة الدوحة بدأت بالظهور، وقد تشهد بيروت احد مشاهدها، ربما في مفاجئة قد لا تسر الكثيرين، في لقاء يجمع مسؤول رفيع من حزب الله بالامير السعودي برعاية …. عين التينة ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى