في اول زيارة له الى الخارج …. بزشيكيان في العراق

في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في 28 تموز الماضي، يتوجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع إلى بغداد، استجابة لدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الشهر الماضي. فماذا يحمل في جعبته؟
بداية، لا شك أن اختيار الرئيس الإيراني العراق كوجهته الأولى الى الخارج، يدل على الهواجس المتشابكة بين البلدين اللذين يشتركان في حدود تمتد على مسافة 1458 كيلومترا، وأهمية العلاقات بينهما وتنامیها بعد مرور عقدين على الغزو الأميركي. فهو رغم ما يحمله في جعبته من أجندة سياسية واقتصادية، الا أن الهواجس الأمنية تطغى على زيارته، ذلك أن طهران تتحدث عن تقارير بشأن نشاط الموساد ضدها انطلاقا من إقليم كردستان، كما تعتقد أن بعض بنود الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين بخصوص بتفكيك تجمعات الجماعات المعارضة الكردية بالإقليم لم تنفذ بعد، وأن ضبط الحدود المشتركة يتطلب تعاونا وثيقا.
ثانيا، ملف قانون الانسحاب الأميركي مع المسؤولين العراقيين، فإيران “متخوفة من وجود القوات الأميركية داخل العراق لزعزعة استقرار الجمهورية، وبناء على ذلك فإن الرئيس بزشكيان يبحث عن آلية تعامل جديدة مع العراق تضمن عدم تدحرج المنطقة إلى نزاع شامل وأن تكون بغداد داعمة لمصالح طهران”.
كذلك تولي إيران أهمية كبيرة للعراق لأنه يشكل همزة وصل بينها سوريا ثم لبنان في محور المقاومة، حيث سيبحث الوفد الإيراني مع المسؤولين العراقيين إكمال مشروع الربط السككي بين منطقة شلمجة الإيرانية ومدينة البصرة والذي ترغب طهران في ربطه بالموانئ السورية، كما سيبلّغ بغداد ملاحظات بلاده بشأن “طريق التنمية” للمساهمة في إنجازه و”خشيتها أن ينعكس سلبا على شبكة ممراتها”.
وكون العراقَ حليفا إستراتيجيا لمواجهة العقوبات والضغوط الاقتصادية الغربية، يرجح ان يثير الوفد الإيراني قضية تسديد مستحقات طهران من صادرات الكهرباء والغاز إلى العراق، في وقت تسعى فيه طهران الى رفع الميزان التجاري بين البلدين من 10 إلى 20 مليار دولار، مع ما يعنيه ذلك من زيادة لاحتياطي الدولار.
سياسة إيران الخارجية تسعى للتواصل مع العالم الخارجي من خلال توجيه رسائل عبر العراق الذي يمتلك المهارة الكافية بهذا المجال. أن حكومة إيران ستصنع فرص نجاح جديدة مع العراق، مرجحا أن تتوجه طهران بعد بغداد إلى الدول الخليجية بمنهج جديد
(المصدر: الجزيرة)