مختاراتإقليميدولينزاعات وصراعات

غموض إسرائيلي وتضليل

تواصل إسرائيل رسمياً التزام الصمت حيال عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوات كوماندوز تابعة لها، على تلة سورية استراتيجية قرب الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ليل الأربعاء، باستثناء تلميح ضمني من وزير الأمن يسرائيل كاتس، عبر منشور قال فيه إن “قواتنا تنشط في جميع ساحات القتال ليل نهار من أجل أمن إسرائيل”.
 
وفيما شككت إفادات لمحللين عسكريين واستراتيجيين إسرائيليين لتلفزيونات ومواقع عبرية، بمدى دقة ما نسبته وسيلة إعلام عربية لمصدر أمني إسرائيلي، بشأن استهداف الإنزال لأجهزة تنصت ومراقبة تركية، اعتبرت ما نُشر غير صحيح، خصوصاً أن تلك الأجهزة تعود لسنوات مضت، كما ذهب صحافيون مقربون من الأمن الإسرائيلي، إلى اعتبار ما سربه المصدر الأمني الإسرائيلي لتلك الوسيلة العربية، بمثابة معلومة “مضللة” لتشتيت الأنظار عن الدافع الحقيقي للإنزال الإسرائيلي، وطبيعة المهمة التي نفذها عشرات من قوات “الكوماندوز” على مدار نحو ساعتين على التلة السورية.

مساران متوازيان
وكان مركز “ألما” المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، قد نوّه قبل أيام، بأن إسرائيل لا تتأرجح بين استراتيجيات متعددة؛ وإنما تعمل على مسارين متوازيين: فتح قنوات اتصال وتعزيز الترتيبات مع النظام السوري، والتي تقتصر حالياً أساساًً على أمور أمنية، وفي الوقت نفسه، تراقب تل أبيب الوضع على الأرض وتتصرف بطريقة مستهدفة لإحباط وتحييد “التهديدات” في مرحلة مبكرة، وهو نهج إسرائيلي عكسه عملياً الإنزال الجوي على تلة قرب الكسوة السورية، ضمن عملية مركّبة مزجت بين الاستعراض والاستخبار، وكذلك بين الرسائل الأمنية والسياسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى