عالسطرسياسة

عين التينة “مصدقة”: واشنطن اعطتها براءة ذمة رئاسية

ميشال نصر

بخجل ملحوظ تحركت عجلة الاتصالات على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، وسط غموض دولي يلف مصير جلسة التاسع من كانون الثاني، في ظل التفسيرات المتناقضة للموقف الاميركي الذي اعلن عنه مسعد بولس، والحركة الفرنسية الضاغطة في الاتجاه المعاكس والتي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا، فيما «مكتوب الداخل بينقرا من عنوانه» لجهة تمترس الاطراف خلف مواقفها بدليل ما صدر من تصريحات وما تبعها من ردود فعل، لا تشي بان الفرج قريب، بقدر ما تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة من شد الحبال، العالق عند «الهدنة الهشة والمترنحة» جنوبا.

الرئاسة على الطاولة

فامس حطت الرئاسة على طاولتي معراب ودار الفتوى، في اول تحرك فعلي على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، بعد تحديد موعد لجلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما رافقها من مواقف خلقت الكثير من التساؤلات وطرحت العديد من علامات الاستفهام، مع تحرك محور الممانعة نحو تعزيز جبهة مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، عبر اتصالات لحشد تاييد نيابي اضافي، ما دفع بكل من رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الى التحرك، الاول في اتجاه اعادة «شدشدة» جبهة المعارضة، وعدم السماح بحصول «اي تسرب» نيابي، املا في توسيع تحالفها، وبرئيس التيار الوطني الحر الذي اطلق جولة استشارات، لن تستثني احدا من دار الفتوى، حيث يرجح ان تكون الكتلة السنية مرجحة لكفة الانتخاب.

مصادر مواكبة رات في الحراك الحاصل حتى الساعة، اعادة تاكيد على الاصطفافات السابقة، والذي في حال عدم تطويره في اتجاهات اوسع، مؤشر الى ان الدخان الابيض لن يصدر من ساحة النجمة، في الجلسة المتوقعة، رغم الاجواء الايجابية التي يحاول رئيس المجلس بثها، على قاعدة «غسل اليدين من هذا الصديق»، في ظل الضغوط الفرنسية المتزايدة الممارسة، والتي عارضتها مواقف اميركية جديدة.

عين التينة

اوساط مقربة من عين التينة رات ان كلام كبير مستشاري الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، مسعد بولس، ترجم في غير محله، فهو جاء ليقدم التبريرات للمنتقدين لتاخير رئيس المجلس نبيه بري موعد الجلسة وتعيينها بعد شهر، معتبرة ان بولس قدم الحجج نفسها التي على اساسها اتخذ بري قراره، وهي افساح المجال امام الحوار والنقاش والاتفاق.

نظرية ينقضها بعض من تواصل مع واشنطن خلال الساعات الماضية، حيث اعاد المعنيون التاكيد على ان كلام بولس «واضح ولم يكن ابن ساعته» بل جاء نتيجة مشاورات داخل فريق ترامب المكلف بالملف اللبناني، وبعد تواصل مع اطراف لبنانية، داعية الى اعادة قراءة متانية للكلام بحرفيته، وللمهل التي تحدث عنها وتداعياتها الزمنية.

عزز هذه الانطباعات «المتشاءلة» رمي «ابو مصطفى» كرة الدعوة في ملعب الاطراف السياسية المختلفة، رغم حديثه امام زواره عن جدية الدعوة التي لن يطير «نصابها»، ولكن هل يكفي عدم تطيير النصاب للخروج بنتيجة ايجابية؟

اظهر المزيد

ميشال نصر

ميشال نصر - بيروت بوست | Michel Nasr

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى