خاص – بيروت بوست
على وقع إيجابية عين التينة، تحركت الاتصالات الرئاسية، قبل 27 يوماً من جلسة انتخاب ماراتونية موعودة. ارتفعت حركة المشاورات، ومحورها مقران حتى الساعة: عين التينة، التي أبرز مواعيدها كان مع خماسية باريس، وبعدها رئيس التيار الوطني الحر، ومعراب، التي تحولت محجة للنواب، فرادى أو كتلاً، حيث بات المشهد منقسماً بين “حكيم معراب”، ممثل المعارضة، و”استيذ عين التينة” الناطق باسم أطراف المحور، ما دفع إلى التساؤل عما إذا كان الفرج الرئاسي قد اقترب فعلاً.
مصادر سياسية مواكبة للاتصالات رأت أن لقاء الخماسية في عين التينة لم يأت على مستوى التوقعات، بدليل تسريب أحد السفراء العرب أجواء لا توحي “بالراحة”، وهو ما عبرت عنه أساساً التصاريح الرسمية التي صدرت بعيد انتهائه، والتي وصفته “بالجيد”، ما يدل في العرف الدبلوماسي ولغته، على أنه لم يكن ناجحاً كفاية ولم يحقق أهدافه.
وتشير المصادر إلى أن السبب الأساسي في ذلك يعود إلى أنه حتى الساعة ورغم كل المتداول، لم يبدأ النقاش بعد في الأسماء، في انتظار وصول كلمة السر السعودية – الأميركية، حيث بدأت سلسلة اتصالات بعيدة عن الإعلام، هدفها غربلة أسماء تلقى قبولاً خارجياً، على أن يترك الخيار للأطراف الداخلية بالاتفاق حول أحدها، أو الذهاب إلى جلسة التاسع من كانون الثاني وخوض معركة توصل أحدها.
وتابعت المصادر بأن زيارة الرئيس الأميركي المنتخب إلى باريس والاتصالات التي شهدتها العاصمة الفرنسية أدت إلى “فكفكة” الكثير من العقد، ولعل أبرزها سقوط مرشحي كل من فرنسا وقطر، والذين باتوا خارج اللعبة الرئاسية، في ظل تحالف ترامب – بن سلمان، الذي سيشكل ركيزة النظام اللبناني الجديد، بعدما تركت الساحة السورية للدوحة بناءً لرغبة الأخيرة.
بناء لما تقدم، أبدت المصادر توقعها بأن تكر سبحة الترشيحات الإضافية في الأيام الفاصلة عن جلسة 9 كانون الثاني المقبل، بعد خطوة النائب نعمة إفرام بترشيح نفسه فعليًا، وعرض برنامجه، عقب عودته من الولايات المتحدة الأميركية بساعات، وسلسلة اللقاءات التي عقدها في واشنطن، وأبرزها “غذاء العمل” الذي جمعه بمستشار الرئيس الجمهوري للشؤون العربية والشرق أوسطية مسعد بولس، مما أوحى بأن كلمة سر ما قد وصلته.
إلا أن أوساطًا “لبنانية – أميركية” دعت إلى عدم إعطاء الغذاء أكثر من حجمه، وعدم ربطه بخطوة إفرام بشكل مباشر، فبولس التقى العديد من القيادات اللبنانية، وتواصل هاتفيًا مع الكثيرين، بعضها بقي في السر وبعضها أُخرج إلى العلن، مشيرةً إلى أن إفرام عرض بالتأكيد برنامجه على المعنيين في الإدارة الجديدة، وناقش بعض نقاطه، حيث سمع موقف الإدارة الواضح من كافة المسائل والملفات المطروحة.
وكشفت الأوساط أن إفرام أخذ إلى حد كبير “بالنصائح” الأميركية التي سمعها، وهي بدت واضحة في بيان الترشيح، حيث أقر صراحة بما تطالب به المعارضة، تحديداً فيما يخص القرارات الدولية والسلاح غير الشرعي، مؤكدة أن كلام الإدارة الأميركية واضح بأنه لا تعاون مع رئيس لا تنطبق عليه المواصفات التي أكدها البيان الخماسي الصادر عن لقائه في الدوحة، وبيانه الصادر عن لقائه في السفارة الأميركية في عوكر.
واعتبرت الأوساط أن إفرام أخطأ تكتيكياً بشكل كبير، فهو تسرع في خطوته، وأنطلق من النقطة الخطأ، عندما تخطى معراب وميرنا الشالوحي، ذلك أن “عدم ممانعة” واشنطن لترشيحه لا تعني أبداً سقوط الفيتو العوني – القواتي عنه، ذلك أن بوابة بعبدا لن تفتح إلا بموافقة الطرفين المذكورين.
وختمت الاوساط بأن الصورة بالنسبة للخارج باتت واضحة، والكرة الآن في الملعب الداخلي اللبناني. من هنا كان كلام مسعد بولس عن “عدم سلق” الملف الرئاسي، في ظل الحركة الإقليمية المتسارعة وإعادة خلط الأوراق والتحالفات الجارية على أكثر من ساحة، والتي تحتاج إلى استعادة توازنها لإنتاج “فريق حاكم” جديد في لبنان ينفذ برنامج إصلاح سياسي واقتصادي إنقاذي.