عالسطرإقليميدولينزاعات وصراعات

سيسقط …. لن يسقط …. أيام وليال تفصل

عمليا ً، سقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. هكذا على الاقل، تقول المؤشرات المتسارعة وأبرزها:
-المؤشر الاول جاء من مدينة حمص ,الى حيث دخلت قوات من المعارضة من الشمال والشرق باعتراف مصادر في الجيش السوري,ما اسقط  مقولة دمشق عن ان معركتها الدفاعية ستكون هناك.
-المؤشر الثاني, مصدره جرمانا وهي البلدة المشرفة على العاصمة والتي تبعد اقل من عشرة كيلومترات عن القصر الجمهوري.
الصور التي نقلت منها اظهرت اسقاط تمثال الرئيس حافظ الاسد. 
-المؤشر الثالث,جاء من درعا,حيث تحركت مجموعاتٌ لا علاقة لها بهيئة التحرير الشام وهي مناهضة للنظام . 
-المؤشر الرابع, عبور الفي جندي سوري حدود بلادهم الى العراق حيث طلبوا اللجوء .
-اما المؤشر الخامس,وقد لا يكون الاخير ,فجاء من الجولان,حيث كانت اسرائيل توسع منطقتها العازلة منذ الصباح وحيث شُنَّ هجوم في منطقة حَضَر استهدف مقر القوات الدولية ,تدخّل الجيش الاسرائيلي لصدّه.
كلُ هذه المؤشرات تجعل النظام بحكم الساقط عسكريا ,ليبدأ بعد ذلك الحديث الجدي .

بنظرة الى خارطة الميدان السوري ,يبدو اننا نقترب من ترسيم جديد للدولة السورية  كلِها،وفق مناطق نفوذ, تسيطر عليها تركيا, ثم الاكرادُ المدعومين من الولايات المتحدة,ثم اسرائيل في الجولان وهي بدأت توسعة وجودها فيه,وصولا الى الساحل السوري ,معقل العلويين. 

كل هذه الدول ثبتت مواقعها,وعلى هذا الاساس ستفاوض على مستقبل سوريا. 

اللاعب الدائم,الولايات المتحدة,الداعمة لقوات قسد الكردية, وهي تسيطر على حوالى اربعين في المئة من الاراضي السورية.
رئيسها المقبل دونالد ترامب,حتى ولو دعا الى عدم التدخل في القتال ,ما يعني ضمنيا موافقته على ما يحصل في سوريا ,الا انه ومتى دخل البيت الابيض ستكون كلمته حاسمة هناك . 

اللاعب الاكبر تركيا , وهي عبر هيئة تحرير الشام اصبحت تسيطر على جزء كبير من الارض السورية.
وحتى ولو اعلن رئيسها رجب طيب اردوغان من غازي عنتاب, ان السوريين وحدهم يقررون مصير بلادهم, الا ان دوره سيكون ايضا حاسما في سوريا ما بعد هذه الحرب,وعينَه طبعا على القوة الكردية المتعاظمة على حدوده.

ايران التي كانت حامية النظام لسنوات , فهي في اكثر ايام ضُعفها من لبنان الى سوريا,وموقفُها من امكان سقوط النظام يشبه صمت القبور حتى الان. 

اما الدول العربية ,فما يهمها استراتيجيا اليوم ,كسرُ هيمنة إيران على ما كانت يوما ” سوريا العروبة “,لتتفرغ بسرعة بعدها لتعبئة  فراغ النظام والأهم عدم ُ ترك الشعب السوري. 

لتبقى روسيا مع ما تملكه من نفوذٍ بحري هو الوحيد ُ لها عبر الساحل السوري الى الشرق الاوسط كله , فكيف يمكن قراءة ما اعلنه وزير خارجيتها سيرغي لافروف من انها ستعارض “بكل طريقة ممكنة” جهودَ هيئة تحرير الشام لتغيير الوضع على الأرض في سوريا, وهل هذا يمهد لتدخل عسكري روسي قوي, يُعيدُ خلط اوراق الميدان هناك ؟

تطورات دراماتيكة متسارعة , تعيدنا الى السؤال المركزي:
هل الشرقُ الاوسط امام سايكس بيكو جديد, يبدو انه صمد مئة ًوثمانية اعوام ٍ فقط, وحان وقتُ اعادة تركيبته وفق شروط وقواعد نفوذ جديدة . 

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى