
خاص – بيروت بوست
في تطوّر دبلوماسي مفاجئ، شكّل دخول ألمانيا على خطّ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل محطة مفصلية في المشهد الإقليمي المعقّد، بعدما قام وزير الخارجية الألماني بزيارة مفاجئة إلى تل أبيب، أعقبت لقاءاته المكثفة في بيروت مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
اللافت أنّ الزيارة إلى إسرائيل لم تكن مدرجة على جدول الأعمال الرسمي، ما فتح باب التكهنات حول خلفياتها، وما إذا كانت تحمل وساطة غير معلنة تتعلق بملف الأسرى أو بمحاولة إحياء قنوات التفاوض المجمّدة بين الجانبين.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطّلعة، فإنّ التحرّك الألماني لا يأتي بمعزل عن التنسيق الأوروبي – الأميركي، بل يعكس رغبة متزايدة لدى برلين في لعب دور أكثر فاعلية في ملفات الشرق الأوسط، خصوصاً في ظلّ تراجع المبادرات الفرنسية واهتزاز الدور الأميركي المباشر.
وتشير المعطيات إلى أنّ برلين تسعى إلى جمع خيوط متباعدة بين بيروت وتل أبيب، في وقتٍ تسعى فيه الأطراف الدولية إلى منع أيّ انزلاق أمني على الحدود الجنوبية قد يفتح الباب أمام مواجهة شاملة.
ويرى مراقبون أن التحرّك الألماني يحمل أكثر من رسالة، فهو من جهة محاولة لملء الفراغ الدبلوماسي الناتج عن تراجع الوساطات السابقة، ومن جهة أخرى اختبار لمدى مرونة الطرفين في القبول بمسار تفاوضي جديد قد يُبنى على مقاربة مختلفة.
مع ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل تتحول برلين إلى وسيط فعلي في الصراع اللبناني – الإسرائيلي، أم أنّ زيارتها المفاجئة ليست سوى جسّ نبض سياسي لما هو آتٍ في المنطقة؟





