خاصسياسةنقطة فاصلة

رسالة من الفاتيكان الى المعنيين

خاص – بيروت بوست

تخرج زيارة البابا، ليو الرابع عشر، المرتقبة إلى لبنان، من كونها حدثاً دينياً فحسب، مع تحولها الى محطة سياسية بامتياز، فرضتها الظروف الإقليمية والدولية المعقدة في المنطقة.

فالمسيحيون في لبنان يعيشون اليوم مرحلة قلق وجودي على مستويات الهوية والدور والموقع، فيما التحولات الكبرى في المنطقة تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات، طارحة أسئلة جوهرية حول مستقبل الدول القائمة، وفي طليعتها لبنان.

في هذا السياق، تُقرأ الزيارة كرسالة مزدوجة: روحية إلى مسيحيي الشرق لتثبيتهم في أرضهم، وسياسية إلى القوى المحلية والدولية للتأكيد أن الفاتيكان لا يزال يعتبر لبنان “أكثر من وطن، بل رسالة”، رسالة تعايش وديمقراطية مهددة بالانهيار.

عليه تكشف مصادر في الفاتيكان لموقعنا، ان الكلمة التي سيقولها البابا، مهما كانت دبلوماسية، ستكون صرخة في وجه الكثيرين، رسائلها واضحة ومحددة أهمها:

– للداخل اللبناني:

– رسالة للمسيحيين بانهم كانوا دوماً عنصر التوازن في الدولة اللبنانية، وأنّ انكفاءهم يعني سقوط فكرة لبنان ككل، لا مجرّد خسارة طائفةٍ من مكوّناته.

– رسالة إنذار من أعلى سلطة روحية في العالم المسيحي، للطبقة السياسية: “أنقذوا بلدكم قبل أن تفقدوه نهائياً”، فالوقت يضيق، لبنان على وشك أن يتحوّل إلى متحف لذاكرةٍ جميلة عن ماضٍ لم يعد موجوداً، 

– رسالة تحمل دعوة إلى “تجديد الميثاق” وإحياء مفهوم الدولة الجامعة مقابل الزبائنية والطائفية التي تقوّض حضور الجميع، لا المسيحيين وحدهم.

– للخارج:

– رسالة ضمنية إلى القوى الإسلامية المعتدلة في المنطقة بأن حماية الوجود المسيحي لا تُترجم بشعارات، بل بترسيخ الدولة المدنية التي تضمن المساواة في المواطنة.

– رسالة إلى العواصم الكبرى، لا سيما باريس وواشنطن، بأن لبنان لا يُختزل بميزان القوى بين حزب الله وخصومه، بل هو مساحة يجب الحفاظ عليها كجسر روحي وسياسي بين العالمين الإسلامي والمسيحي.

-رسالةً صريحة إلى العواصم الإقليمية، من طهران إلى الرياض مروراً بدمشق والقاهرة، مفادها أن حماية التنوّع ليست ترفاً غربياً، بل شرطاً من شروط الاستقرار الحقيقي.

يبقى أن التحدي الأكبر لبنانياً داخلياً: هل يتلقف القادة اللبنانيون هذه الزيارة كفرصة لتصحيح المسار، أم سيحولونها إلى مناسبة جديدة للاستعراض الطائفي والتنافس على “البركة”؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى