“رجل العقوبات الأميركية” في بيروت

خاص – بيروت بوست
تستعد بيروت لاستقبال مسؤول أميركي رفيع المستوى يحمل حقيبة العقوبات، في زيارة تُعد الأولى له إلى المنطقة منذ توليه مهامه. فـ”جون هيرلي”، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، يأتي إلى لبنان بعد محطة في إسرائيل، في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التوترات على الجبهة الجنوبية وتشابك الملفات المالية والسياسية على حدّ سواء.
الزيارة، وفق مصادر ديبلوماسية، ليست مجرد جولة بروتوكولية، بل تحمل طابعاً تنفيذياً واضحاً، إذ يُتوقع أن يضع هيرلي جدولاً جديداً للعقوبات المرتبطة بتمويل “حزب الله” وشبكات المال العابرة للحدود، في وقت تسعى واشنطن إلى تشديد قبضتها على القنوات المالية التي تراها داعمة لمحور المقاومة.
في المقابل، ستتابع الأوساط اللبنانية بدقة رسائل الزيارة، خصوصاً أن هيرلي يمسك بمفاتيح اللوائح المالية التي تطال المصارف والأفراد. وبالتالي، فإن حضوره إلى بيروت قد يُقرأ كتحذير مبطّن من مغبة أي التفاف على العقوبات أو تهاون في تطبيقها.
لكن اللافت أن واشنطن، رغم ضغوطها، لا تغلق باب التواصل، بل توازن بين العصا المالية ورسائل “الطمأنة” لعدم انهيار ما تبقى من النظام المصرفي اللبناني. ومن هنا، تبدو زيارة هيرلي اختباراً مزدوجاً: لجدية الدولة اللبنانية في الالتزام بالمعايير الأميركية، ولقدرة واشنطن على ضبط إيقاع عقوباتها بما لا يفجّر المشهد اللبناني الهش.





