
بعد أربعة وثلاثين عاما على نشوئه رسميا بموجب معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق التي وقعها الياس الهراوي مع حافظ الاسد في دمشق في 23 ايار 1991، ايذانا بدخول المؤسسات السياسية اللبنانية تحت وصاية النظام السوري، بعدما احتل جيشه الارض اثر عملية 13 تشرين الاول 1990، سقط أمس رسميا ايضا، المجلس الاعلى اللبناني-السوري، بعدما تبلغت الدولة اللبنانية من وزير الخارجية السورية الذي زار بيروت تعليق العمل بالمجلس، ليبقى على الحكومة ومجلس النواب اللبنانيين القيام بما يلزم اجرائيا وتشريعيا لترسيم الحدود الفاصلة بين مرحلة ومرحلة.
زيارة، بأهميتها، شابتها فجوة أو علامة استفهام، لماذا لم تشمل زيارة رئيس مجلس النواب الرئيس بري؟ فهل الجواب لبناني أم سوري؟
وأما ترسيم الحدود الجغرافية بين لبنان وسوريا، ولاسيما في مزارع شبعا، الى جانب سائر الملفات العالقة بين البلدين، وأولها النزوح السوري، فدونها عقبات كثيرة لا تزال قائمة، على رغم الحرص الواضح اليوم على تسليط الضوء على تقدم غير واضح المعالم في مسألة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، ليبقى ملف المفقودين اللبنانيين في سوريا خارج اي بحث جدي حتى إشعار آخر.
وأمس، أطل الخطر الأمني برأسه من جديد على الساحة اللبنانية، في ضوء المعلومات التي تكشفت عن إحباط عمل ارهابي كبير تزامنا مع احياء الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
خطر، تعاملت معه الجهات الأمنية اللبنانية المعنية بالشكل المناسب، لكنه يكرر طرح الاسئلة حول مصير الاستقرار الامني الداخلي في ظل ما يعصف بالمحيط الشرقي والشمالي من اخطار، على وقع الاحتلال المستمر لأجزاء من الجنوب، والتعثر الفاضل في معالجة مسألة حصر السلاح، بما يتعلق بحزب الله او المخيمات.
أما سياسيا، فبرز الى الواجهة خلاف جديد بين رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما هدأت على جبهة بعبدا-عين التينة، ليصف بري علاقته بالرئيس جوزاف عون بالممتازة. خلافات ومصالحات لا يفهم اللبنانيون لماذا تبدأ وعلى أي اساس تنتهي، تماما كما لا يفهمون تعريض مصير الانتخابات النيابية المقبلة للخطر، بفعل اصرار بعض افرقاء الداخل على رفض تطبيق النص القانوني الذي يمنح المنتشرين اللبنانيين حق الخيار بين الاقتراع لنواب يمثلونهم في الخارج، او لآخرين يختارونهم في لبنان.
وهذا الموضوع سيتفاعل اكثر فأكثر في الايام المقبلة، بعدما جدد بري أمس رفض اي تعديل على القانون النافذ.
(مقدمة أخبار ال او.تي.في)





