حرب صعبة ونهايتها أصعب

ككل الحروب، يعتقد للوهلة الأولى أن المسألة عملية اغتيال أو ضربة نوعية، ليتبين لاحقا أنها بداية حرب.
وغالبا ما يحدث هذا الأمر في بلدان الشرق الأوسط، وما يجري حاليا بين إسرائيل وإيران ينطبق عليه هذا التوصيف: حرب بين بلدين المسافة بين حدودهما تزيد في بعض المناطق عن الألفي كيلومتر، وهي حرب جديدة في المنطقة. فللمرة الأولى تخوض إسرائيل حربا بعيدا من حدودها.
كانت حروبها مع التي لها حدود معها، من مصر إلى الأردن إلى سوريا إلى لبنان، ومع الداخل الفلسطيني.
اليوم حرب مع إيران. والجمهورية الإسلامية خاضت بالمباشر، مع جارها العراق، أما مع الآخرين فكانت عبر الأذرع، واليوم بالمباشر مع إسرائيل.
اليوم يصعب توقع نهاية هذه الحرب، فإذا كان المؤشر يستشف من واشنطن ، وتحديدا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن الأخير يطلق ألغازه ويترك للعالم أن يفسر، وقبل أن ينهي العالم التفسير، يعاجله ترامب بلغز جديد.
اقتنص ترامب scoop التطورات من نتنياهو، فأصبح الشرق الأوسط ينتظر طوال النهار لتستفيق أميركا ويبدأ نهارها ، ليستمع إلى ما سيقوله ترامب ويبني على الشيء مقتضاه.
واشنطن عالقة في المنتصف، بين إدانة من ايران وإشادة من إسرائيل. وزير الخارجية الإيراني ندد بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبرا أنها “خيانة” للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكدا أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان الى “اتفاق واعد” في شأن البرنامج النووي الإيراني.
ومن المؤشرات على أن الميزان يميل إلى استمرار الحرب، أن الكثير من الدول تجلي رعاياها من إيران ومن ابرزها اوستراليا والنمسا والصين وفرنسا والمانيا وإيطاليا واليونان، وفي السوابق أن دولا كثيرة كانت تجلي رعاياها بعد مؤشرات الحرب.