في انتظار ما ستؤول إليه المستجدات في سوريا وانعكاسها على لبنان، وسط الحاجة الداخلية للاقرار بالواقع الجديد وتوازناته، تبرز ضرورة التعاطي بمسؤولية استثنائية مع هذه المرحلة لتحصين الواقع اللبناني، بعيدا عن المكابرة والشعارات الرنانة، حيث يراوح الغموض الرئاسي مكانه، وسط مشهد سياسي فارغ يملأه المزايدون المنفصمون عن الواقع، من أصحاب تزوير الوقائع، وتحويرها، تارة انكارا، وطورا “قلبا”.
واقع يطرح اسئلة ثلاث اساسية:
- هل تبقى جلسة التاسع من كانون الثاني قائمة في موعدها، كما يؤكد “ابو مصطفى” وحلفاؤه، في الداخل والخارج، رغم الانقلاب الاقليمي الكبير؟
- هل من مظلة اقليمية ودولية لتمرير الاستحقاق، بعد نصيحة مستشار الرئيس ترامب،الذي ألمح إلى ارجاء الانتخاب شهرين او ثلاثة ليحصل ضمن حل شامل في المنطقة، ولقاء القمة الذي جمع الاخير بالرئيس الفرنسي الغارق بمشاكله الداخلية؟
- هل يقر أفرقاء الداخل بالتحولات التي حصلت، وبالتالي تسليم محور الممانعة بالخسارة، ما يفتح الباب امام انتقال السلطة للمعارضة، تماما كما فعل الممانعون والمقاومون يوم احتكوا السلطات في البلاد ترجمة لانتصار محورهم يومها؟
قد تطول فترة الوصول للحلول او تقصر، وفقا لاقتناع محور الممانعة بالتوازنات الجديدة، على صعيد الاقليم، اذ ان انهيار حكم الاسد انهى حلم الامبراطورية التي كان يعمل عليها، وبالتالي ما عاد حكم التوافق صالح ولا ديمقراطيته التوافقية، التي ادت الى انهيار البلد، فالمطلوب كما في كل دول العالم: موالاة ومعارضة، وقد يكون هذا ما قصده “مستر” مسعد بولس.