خاصأمن وقضاءإقليميدوليسياسةنزاعات وصراعات

تقدير موقف لخطاب الامين العام لحزب الله في يوم الشهيد

خاص – بيروت بوست

أتت كلمة الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في يوم الشهيد، في سياق ترسيخ الخط السياسي والميداني للمقاومة، وتؤكد على الدور المركزي الذي تلعبه كعنصر حماية رئيسي للبنان في مواجهة الضغوط الخارجية، وبالأخص من إسرائيل والولايات المتحدة. قاسم يسعى من خلال تصعيد خطابه إلى ترسيخ صورة المقاومة كخط دفاع أول عن الدولة اللبنانية، مع التأكيد على أن أي تحرك أو قرار داخلي يجب أن يُبنى على سيادة وطنية مطلقة بعيداً عن أي وصاية خارجية.

من الناحية الاستراتيجية، الخطاب يحقق عدة أهداف:

  1. تأكيد الردع العسكري: التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي لن يستمر بلا رادع، وأن هناك “حداً للصبر”، يمثل رسالة تحذير واضحة من أي استفزاز إسرائيلي جديد، ويهدف إلى تعزيز موقف المقاومة داخلياً وإقليمياً.
  2. إعادة رسم المسؤوليات: بالإشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار على حدود جنوب لبنان ونهر الليطاني، يسعى قاسم إلى تحميل إسرائيل مسؤولية الانتهاكات المستمرة، ورفض تحميل لبنان المسؤولية، ما يعكس استراتيجية إعلامية واضحة لتفادي الضغوط الدولية على الدولة اللبنانية.
  3. التصعيد السياسي ضد واشنطن وحلفائها: الهجوم المباشر على الولايات المتحدة وتأكيد رفض الوصاية الأميركية يهدف إلى ترسيخ موقف المقاومة كمدافع عن السيادة اللبنانية، وإظهار أي تدخل أميركي أو إسرائيلي كتهديد مباشر للاستقرار الداخلي.
  4. التعبئة الداخلية: الدعوة لاستثمار مجتمع المقاومة واستنفار القوى الوطنية تعكس رغبة في تعزيز التعبئة الشعبية والسياسية حول محور المقاومة، خصوصاً في ظل النقاشات الداخلية حول مستقبل الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

تقدير الموقف يشير إلى أن كلمة قاسم تمثل رسالة مزدوجة: الأولى داخلية، لتوحيد صفوف المقاومة وتعزيز موقعها السياسي والعسكري، والثانية إقليمية ودولية، لتوجيه رسالة تحذير لإسرائيل والولايات المتحدة بأن أي خطوات تهدد مصالح المقاومة أو سيادة لبنان ستقابل برد محسوب. كما أن التأكيد على حدود الصبر وضرورة استعادة السيادة يعكس تحسب المقاومة لأي تصعيد محتمل، مع محاولة ربط أي مفاوضات مستقبلية بموقعها كضامن أساسي للاستقرار في الجنوب اللبناني.

باختصار، الخطاب يؤكد أن حزب الله يضع نفسه في موقع الحارس والمراقب للسيادة الوطنية، ويحدد خطوطاً حمراء واضحة لأي تدخل خارجي، مع تعزيز قدراته السياسية والعسكرية داخل لبنان وخارجه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى