“تقاطع” بين السيد ونتانياهو “عا راس بايدن”…. عين التينة تجهز “لارنب” فهل تمرره حارة حريك؟

بين حدي الضغط والتهويل الإعلاميين من الجانب الإسرائيلي، المدعمة بحشود وإجراءات على الجبهة الشمالية، والرسائل الردعية، من قبل حزب الله، الممهورة بتوقيع “هدهد”، التي دخلت بازار الانقسام والتشكيك حول حقيقتها، تحركت الساحة السياسية، وقبلتها، علنا، زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وفي الكواليس مسؤول رفيع يمثل قناة الاتصال المفتوحة مع واشنطن، على مدار الساعة، حيث الحديث عن “أرنب” قد يجنب المنطقة حرباً شاملا، رغم أن أمين عام حزب الله سحب عنها هذه الصبغة.
هذه المساعي وما رافقها من أجواء إيجابية مختلقة، تصطدم وفقاً لأوساط دبلوماسية، بموقف تل أبيب السلبي من الوسيط الأميركي وإدارته، حيث يتوقع الكثيرون مزيداً من تدهور العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كلما اقترب موعد الحسم الرئاسي الأميركي، إلا في حال قررت الإدارة الأميركية المبادرة وفتح حرب في المنطقة، قد تصل إلى طهران، على ما يردد بعض الجمهوريين، كامل وحيد لقلب موازين الإنتخابات والاصطفافات الداخلية.
واضح أن تهديد أمين عام حزب الله لقبرص لم يأت من فراغ، وكذلك الردود عليه وأهمها من الإتحاد الأوروبي، الذي اعتبر أنه معني، بشكل أو بآخر، بما قد تتعرض له الجزيرة، وما ومن عليها، من “اعتداء”، في حال التزم الحزب بكلام أمينه العام، وسط معلومات عن “تحريض” أوروبي على إدراج حزب الله على لائحته للمنظمات الإرهابية، ذلك أن ما بالأمس زاد الطين بلة، على اعتبار أن ثمة حكومات وأحزاب أوروبية، تحمل حارة حريك مسؤولية استراتيجية “مراكب الهجرة غير الشرعية السورية” نحو أوروبا.
في كل الأحوال، على الضفة الثانية، أي لجهة محور المقاومة والممانعة، ثمة من يرى أن تهديدات السيد ولهجته العالية النبرة، فعلت فعلها، بدليل “التراجع الأميركي” خطوة إلى الوراء، كاشفة عن جولة اتصالات جديدة، بين المعنيين، أول غيثها، إبداء تل أبيب لوقف خرقها للأجواء اللبنانية، مقابل وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية.
أمر، والكلام للمصادر يمكن البناء عليه، خصوصاً أن التسوية الحدودية للنقاط المتنازع عليها، مقبولة بالمبدأ، فيما يبقى ادخال بعض التعديلات الطفيفة، فيما خص النقاط الثلاث: ال”بي١”، الغجر، ومسكاف عام، حيث الطرح الأميركي قابل للنقاش بالصيغة التي تقدم بها هوكشتاين .
عليه يبدو واضحاً وجود تقاطع بين تل أبيب وحارة حريك على “راس بايدن”، كفيل بالنسبة للبعض، بإبقاء اللعبة مضبوطة، طالما أن الجميع محشور في الزاوية، فالمعادلة واضحة، ” حرب عبثية في معركة انتخابات رئاسية”، بعدما تحولت الجبهة اللبنانية من الإسناد إلى المواجهة عمليا، منذ ليل الأربعاء.