ترامب ٢٠٢٤: تحديات الشرق الأوسط المعقدة
واشنطن – خاص بيروت بوست
بينما يستعد الرئيس دونالد ترامب لفترة ولاية جديدة، يواجه مجموعة معقدة من التحديات التي ستختبر استراتيجيته في السياسة الخارجية في الشرق الأوسط. سنحاول الاضاءة في يلي على خمس قضايا إقليمية هامة قد تحدد إرث ترامب في المنطقة.
١- التوترات الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة
لطالما كانت علاقة تركيا مع الولايات المتحدة مليئة بالتوتر. تشمل القضايا الرئيسية،في هذا الخصوص، التداعيات الناتجة عن شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي “إس-٤٠٠”، والذي أدى إلى استبعادها من مشروع طائرة “إف-٣٥”، والصراعات على حدودها مع العراق وسوريا التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية/حزب العمال الكردستاني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقف الاستراتيجي لتركيا في حرب أوكرانيا وقلقها من احتمال حدوث فراغ في السلطة في إيران، في حال سقوط النظام هناك، يسلطان الضوء على التعقيدات التي سيتعين على الرئيس ترامب التنقل بينها. تشعر تركيا بأنها مُهملة من قبل إدارة بايدن وتسعى للاعتراف بدورها الإقليمي ومخاوفها من ترامب.
٢- نفوذ إيران الإقليمي والطموحات النووية
كانت إيران تأمل في التوصل إلى حل من خلال مفاوضات سرية مع إدارة الرئيس بايدن، ولكن مع عدم التوصل إلى اتفاق، فإنها تواجه الآن رئاسة الرئيس ترامب بقلق. النجاحات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة أثرت بشدة على حزب الله، وهو وكيل رئيسي لإيران في المنطقة، مما قلل من نفوذ إيران. مع تعرض قدراتها الدفاعية للخطر وتعرض مواقعها الاستراتيجية للخطر، تجد إيران نفسها عرضة لمزيد من الأعمال العسكرية من إسرائيل، مما يعقد موقفها الجيوسياسي.
٣- تهديدات وجودية لإسرائيل واستراتيجياتها العسكرية
بينما رحب الجمهور والحكومة الإسرائيلية في البداية برئاسة ترامب، قد يجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف أنفسهم في صراع معه قريبًا بشأن القرارات العسكرية الاستراتيجية.
تعتبر إسرائيل صراعاتها مع إيران ووكلائها تهديدات وجودية قد تستدعي اتخاذ إجراءات عسكرية حاسمة، محتملة في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان. الرئيس ترامب أعطى رئيس الوزراء نتنياهو الضوء الأخضر حتى منتصف كانون الثاني ٢٠٢٥، لكن الدعم المستمر من الولايات المتحدة سيكون حاسمًا. هذا الدعم حيوي، حتى وإن كانت إسرائيل تحافظ على تفوق عسكري نوعي، خاصةً في العمليات ضد إيران.
٤- توافق السعودية مع السياسات الاقتصادية لترامب
على النقيض، من المحتمل أن ترى السعودية رئاسة ترامب كشيء مفيد. تسعى المملكة إلى تعزيز الروابط الاقتصادية واتفاقيات الدفاع مع الولايات المتحدة، وتمديد اتفاقيات أبراهام وربما تأمين اتفاقية دفاعية مشابهة للناتو. بينما قد يكون التحالف العسكري الكامل بعيد المنال، فإن التعاون الكبير في الدفاع يمكن أن يمهد الطريق لاتفاقات أكثر شمولاً في المستقبل. غياب السعودية عن قمة البريكس الأخيرة هو إشارة واضحة وإيجابية للولايات المتحدة. يضع السعودية كشريك قادر على مواجهة جهود الرئيس بوتين لإنشاء عملة موازية للدولار النفطي.
٥- التحديات من المؤسسات الأميركية
أخيراً، قوبلت مبادرات الرئيس ترامب في المنطقة، مثل الاقتراح بالانسحاب من سوريا قبل بضع سنوات خلال ولايته الأولى، بمقاومة من داخل الحكومة الأميركية. قد تقيد المؤسسة العسكرية ووزارة الخارجية والمجتمع الاستخباراتي والمعاهدات الدولية قدرته على تنفيذ استراتيجيته في الشرق الأوسط بشكل كامل. (ending wars and establishing peace). على الرغم من تفضيله للعزلة المعتدلة والصفقات التي تكسر القواعد، سيتعين على الرئيس ترامب التنقل بحذر عبر هذه العقبات المؤسسية.
عليه، وبينما يحاول الرئيس ترامب “خياطة الإبرة” والوفاء بوعوده، فإن التفاعل بين هؤلاء الفاعلين الإقليميين والسياسة الداخلية الأميركية سيشكل بلا شك نهجه وربما نجاحه في تحقيق أهدافه في الشرق الأوسط من خلال:
– موقف ترامب من الحرب وإيران: الرئيس ترامب ضد بدء الحروب وقد تكون هناك إمكانية لاتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران.
– أفعال إسرائيل في غزة والضفة الغربية ولبنان: من المتوقع أن تحدث إسرائيل تغييرات كبيرة على الأرض في هذه المناطق قبل أن تتولى الإدارة الأميركية الجديدة منصبها في كانون الثاني 2025.
– تصعيد محتمل من قبل إسرائيل: قد تقوم إسرائيل بشن ضربات استباقية ضد إيران ردًا على تهديدات من مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى عقب الضربات الجوية الإسرائيلية.
– تحول تركيز الجيش الأميركي: يقوم الجيش الأميركي بإعادة تخصيص موارده، بما في ذلك سحب حاملة الطائرات الوحيدة من الشرق الأوسط للتركيز بشكل أكبر على التهديد الذي تشكله الصين في بحر الصين الشرقي والجنوبي. بدلاً من ذلك، قاموا ببناء قدرة جوية في الخليج مثل طائرات “بي-٥٢” وسرب إضافي من طائرات “إف-١٥” و “إف-١٦”. الأصول البحرية أكثر حاجة في المحيط الهادئ.
– الضغط على الموارد البحرية والذخائر: الانتشار المطول والمتطلبات التشغيلية العالية قد أرهق موارد البحرية الأميركية واحتياطيات الذخائر.