بين السويداء وبيروت طيف براك حاضر
هل يصمد وقفُ إطلاق النار في السويداء؟ وهل الاتفاقُ الذي صيغَ برعاية أميركية تركية وإسرائيلية يلبي فعلاً طموحات تل أبيب، التي تشعل جبهات المنطقة لتأمين حدودها؟
منذ السابع من تشرين الاول ٢٠٢٣، تغيّرت عقيدة الأمن الإسرائيلي. تحت شعار “لا عودةَ إلى ما قبل هذا التاريخ”، وضعت إسرائيل خطة إعادة رسم خارطة تماسها مع محيطها، عبر مناطق عازلة تمنع أي تموضع عسكري قرب حدودها.
على هذه القاعدة، تُفهم اشتباكاتُ السويداء. فالمدينة الواقعة جنوب سوريا تُعد جزءا من معادلة السيطرة على المثلث الحدودي الساخن بين سوريا، الأردن، وإسرائيل. وضبطُها يحولُ دون تكرار سيناريو جنوب لبنان قبل الحرب، بالمفهوم الاسرائيلي.
معركة السويداء، ونتائجُها، ستؤثر على مصير أي تفاهم أمني بين دمشق وتل أبيب. وإسرائيل، التي تخلّت عن سياسة الردع وحدها، تبني منطقتها العازلة على دماء السوريين، دروزا كانوا أو سنة، وهي قد توسّع نيرانَها لتشملَ لبنان، حيث تتحضر الدولة للرد على المبعوث الأميركي توم باراك العائد الاثنين.
حتى الآن، ردُ الدولة جاهز، لكنها لم تتسلّم بعد جوابا رسميا من حزب الله على الورقة، لا قبولا ولا رفضا، باستثناء تأكيد أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن “السلاح وجودي”.
أما الساعات القليلة المقبلة، فستُخصّص لمحاولة توحيد الموقف اللبناني، وهو الوحيد القادر على حماية لبنان من نيران الجنوب السوري، ونيران الإقليم.





