أمن وقضاءإقليميدوليسياسةعالسطرنزاعات وصراعات

بين الاجندة والاجندة …. اجندة

ماذا حصل ويحصل؟ كثافةٌ في “المعلومات”، بين مزدوجين طبعا، وقلةٌ في دقة المعلومات، لأن المصادر تتقدَّم عما هو رسمي، والرسمي يتلطى بالمصادر.

ما حصل الخميس أن إسرائيل ضربت أبنية في الضاحية الجنوبية، وهذه الأبنية تسميها إسرائيل مواقع فيها مصانع لتجميع “الدرونز”، والكلام من إسرائيل جاء من أفيخاي أدرعي ومن وزير الدفاع. 

من لبنان بيانات استنكار بالجملة، من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وحزب الله. ولكن ما كان لافتا هو بيان قيادة الجيش السياسيُ بامتياز. يقول البيان: “إن إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضَه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، من شأنه أن يدفع بالمؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية في ما خص الكشف على المواقع”. 

فهل تجميد التعاون مع لجنة المراقبة قرار تتخذه قيادة الجيش أو مجلس الوزراء؟ 

ما حصل حظي بقراءتين: الأولى قراءة إسرائيلية مفادها أن حزب الله لا يلتزم بنود اتفاق وقف النار التي تتحدث عن نزع سلاح حزب الله، من كل لبنان لا من جنوبي الليطاني فقط، وقراءة لبنانية مفادها أن إسرائيل لا تلتزم بالإتفاق. 

والسؤال هنا: مَن سيستطيع فرض قراءته؟ لبنان أو إسرائيل؟ مع التذكير أن الولايات المتحدة الأميركية تعتمد القراءة الإسرائيلية، وأكثرُ من مرة أعلنت إسرائيل أنها تُعلِم واشنطن بالضربة قبل القيام بها.

ولكن ما هو خطير جدا أن ما حصل أمس أثبت بما لا يقبل الشك أن الحرب لم تتوقف، وهذا خبر غير سار للسياحة، فلكل طرف أجندته: لبنان الرسمي له أجندته، وحزب الله له أجندته، وإسرائيل لها أجندتها، وإيران لها أجندتها، والولايات المتحدة الأميركية لها أجندتها أيضا… بعض الأجندات مرتبط بعضه ببعض، كواشنطن وتل ابيب، وطهران وحزب الله، فيما أجندة لبنان الرسمي ضائعة بين هذه الأجندات، إذا لم يكن هناك حسم وحزم في الموقف، وحتى الساعة لا يبدو الأمر هكذا.

(ال.بي.سي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى