خاصأمن وقضاءسياسةنقطة فاصلة

باسيل من الدفاع الى الهجوم

خاص – بيروت بوست

يكشف خطاب رئيس التيار الوطني الحر، عن استراتيجية معقدة تعتمدها ميرنا الشالوحي، في خضم أزمة لبنان المتعددة الأبعاد، لن يكون من السهل فهمها بمعزل عن سياق التحولات السياسية الداخلية والإقليمية، التي دفعت ب”صهر الرابية” إلى إعادة تعريف موقع تياره وعلاقاته، خاصة مع حزب الله وخصومه المسيحيين.

​في هذا الخطاب، لا يكتفي باسيل بالدفاع عن موقفه فحسب، بل يذهب إلى الهجوم، محاولاً فك الارتباط بين تياره وواقع سياسي يعتبره مسؤولية جماعية، ساعيا إلى إعادة صياغة السردية التاريخية للاحداث.


من هنا يسعى باسيل من خلال خطابه الجديد إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية وسياسية، أبرزها:

أ- تبرئة ساحة التيار الوطني الحر، من تهمة منح غطاء سياسي لحزب الله، مستعرضا السياق التاريخي للبيانات الوزارية منذ عام 1990، مبينًا أن هذا الغطاء كان موجودًا ومُقرًا من قبل أطراف سياسية أخرى شاركت في الحكومات المختلفة، بما فيها خصومه السياسيون مثل القوات اللبنانية وحزب الكتائب.

ب- تحديد الخصوم السياسيين، موجها انتقادات مباشرة وغير مباشرة إلى خصومه.

ج- إشارته إلى وجود “ورقة أميركية” “تفرض” على الحكومة، مما يضع الحكومة في موضع التبعية للخارج.

د- تركيزه على اظهار تناقضات خصومه، فمن جهة يلوم الحكومة على تخبطها بشأن موضوع حصرية السلاح، ومن جهة أخرى يوضح أن هذه الحكومة لم يتم تشكيلها بحرية كاملة من قبل من يزعمون أنهم شكلوا الحكومة، في إشارة إلى القوى السياسية التي شكلتها، كاشفا عن وجود تناقض بين ما تقوله هذه القوى للخارج (التزامها بالتنفيذ حتى بالقوة) وما تقوله للداخل (الخضوع للضغوط).

ه- وضع باسيل التيار الوطني الحر في موقع الوسيط والطرف الذي يسعى لمنع الفتنة والحرب الأهلية، رغم كونه خارج الحكومة، مؤكدا أن التيار “معني” و “متضرر” من أي فتنة، وأن عليه مسؤولية “محاولة منعها”، مما يجعله اللاعب العقلاني والمسؤول في الساحة السياسية المضطربة.

و- تبنيه موقفًا ظاهريًا مؤيدًا لـ “حصرية السلاح” بيد الدولة، لكنه يربط هذا الموقف بضرورة وضع “سياسة وطنية حكيمة”. ربط يسمح له بانتقاد أداء الحكومة الحالية دون رفض المبدأ نفسه، مطالبا بالشفافية في هذا الموضوع، مما يخدم هدفه في فضح التناقضات بين الأطراف السياسية الأخرى.

اما الرسائل السياسية الرئيسية، فيمكن اختصارها في النقاط التالية:

أ- الخارج مقابل الداخل: يُظهر الخطاب وجود صراع بين التعهدات الخارجية والواقع السياسي الداخلي.

ب- تاريخية التوافق: يؤكد باسيل أن توافق القوى السياسية على دور “المقاومة” هو أمر تاريخي، وليس محصورًا بالتيار الوطني الحر.

ج- الدفاع عن النفس: يبرر باسيل موقفه بالقول إن كل ما فعله التيار هو “منع تقسيم لبنان” و”الحرب الأهلية”، مما يضع قرارات التيار في سياق حماية الوحدة الوطنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى