
خاص – بيروت بوست
تجمع كل المؤشرات بأنّ زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى بيروت لم تكن خطوة عابرة، بل محطة استراتيجية تحمل في طياتها رسائل مصرية واضحة المعالم.
فكل التسريبات التي واكبت الزيارة تتقاطع عند نقطة أساسية: إصرار القاهرة على طمأنة حزب الله، سواء من خلال الأفكار التي طرحها رشاد في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، أو عبر قنوات التواصل المباشر وغير المباشر التي فُتحت مع الحزب في سابقةٍ تُسجّل للمخابرات المصرية.
الدوائر المتابعة تشير إلى أنّ القاهرة تسعى من خلال هذا الانفتاح إلى إعادة تموضعها في الساحة اللبنانية، مستفيدة من حالة الفراغ العربي التي تركتها عواصم أخرى، ومن رغبة المجتمع الدولي في إيجاد وسيط عربي قادر على التواصل مع جميع المكوّنات اللبنانية بلا استثناء.
في المقابل، تتحدث أوساط قريبة من “الحارة” عن ارتياحٍ ملحوظ داخل حزب الله إزاء الخطاب المصري الهادئ والمتوازن، بل إنّ البعض لا يستبعد تطور العلاقة إلى تنسيقٍ ميداني محدود في ملفات إنسانية وأمنية حساسة.
هذه المقاربة الجديدة تعكس، برأي مراقبين، تحولاً في الرؤية الاستراتيجية المصرية التي باتت تدرك أن تجاهل حزب الله في أيّ تسوية لبنانية أو إقليمية هو بمثابة تجاهل لواقع القوة على الأرض.
لذا جاءت زيارة رشاد لتعلن عملياً عودة القاهرة إلى لبنان، ولكن هذه المرة بلغة المصالح لا الشعارات، في محاولة لإعادة مصر إلى موقعها الطبيعي كعرّاب التوازنات في الشرق الأوسط.





