الشيخ نعيم مرتاح …. ونتانياهو بإيدو المفتاح
الرابعة بعد اغتيال السيد حسن نصر الله، والأولى بعد انتخابه أميناً عاماً لحزب الله. ففي الشكل، بدأ “شاربا حليب سباع”، ” واثق الكلمات يخطب”، لستين دقيقة، بالتمام والكمال على خطى سلفه، إلى يساره صورة “سيد شهداء الأمة”، شاهداً على ما سيبلغ، وعلى يمينه الراية الصفراء والعلم اللبناني.
هكذا أطل سماحة الشيخ نعيم، ليثبت بالصوت والصورة أن الاتخاب لم يكن “تهريبة”، وأنه للحزب بات رأسا، رغم تهديد ووعيدإاسرائيل، و”حرتقتها” عبر التسبب بقطع كلمته المسجلة لدقائق، ليعود مطلقاً الشعارات، موجها التحديات، مخاطباً جمهور حزبه، لحشده وتجييشه و”تحميسه”، لا لتقديم طروحات جديدة، بعدما اختار السير على خطى السلف الصالح “عالميلي”، وفقاً لما نطق به.
ورغم أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في لبنان، باستثناء “التلفزيون الأصفر”، تعاملت مع الكلمة “ببرودة”، دون أن تبرزها في مقدمات نشراتها، إلا أنه يجب التوقف عند بعض نقاطها الأساسية واللافتة، وأهمها:
- إعادة التركيز على فكرة الحرب، مؤكداً استمرار حزب الله فيها، كاشفاً أن التقييم الخاطئ للمحور حول عدم توقعها سببه معلومات أكيدة عن منع واشنطن تل أبيب من فتح الجبهة اللبنانية عشية ١١ تشرين الأول ٢٠٢٣.
- تأكيده أن الحزب سيعود أقوى ليس فقط على صعيد مقاومة إسرائيل بل حتى من خلال الحضور السياسي، من هنا نبرة التهديد للأطراف الداخلية المعارضة وللسفيرة الأميركية، اذ يبدو أن موقفه بني على ما أوردته صحيفة الاخبار، وهذا ان دل على شيئ فعلى انه موجود في مكان آمن بسمح له بمتابعة الوسائل الامنية والاطلاع عليها “بأريحية” كاملة.
- تهرب قاسم من تحديد موقف نهائي وواضح من نهاية الحرب، التي لن تتوقف إلا بشروطه، من منطلق الواقع الميداني، سواء على الأرض، أم في الجو، مسيرات وصواريخ.
- تأكيده أن الحزب لا يقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد، بل من أجل مشروعه، وهو “منع واشنطن وتل أبيب من أن تتحكما فينا”، وفي ذلك رد على من يصف الحزب بذراع إيران، والتابع لها، رغم أن دعمها هو بسبب “الشيطان الأكبر” الذي يجمعهما، وفقاً لوجهة نظره، لا لما ادلت به القيادات الإيرانية.
- الحرب الحالية هي إسرائيلية – أميركية – أوروبية، بل عالمية على الحزب، وهي عادة دارجة عند أطراف “المقاومة والممانعة” برفع شعار الحرب الكونية عند كل “زركة”.
- كل الطروحات السياسية إلى الآن لا تزال “كركعة بلا طحين”، ما يعني أن كلام “أبو مصطفى” و”العجيب” محاه “فرمان الشيخ”، الذي تقاطعت معلوماته مع تلك التي سربها القادة الإسرائيليون. كيف لا وسماحته مصر على اكمال الإسناد والربط دون الحل مع غزة.
- استمرار الجناح العسكري في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها السيد نصرالله مع “القادة الشهداء”، حيث القدرة على الصمود لأيام وأسابيع وشهور، في حال لم يقفل “بني معروف” في الشوف وعاليه وجيرانهم “بني مارون” في الكحالة وعاريا، طريق الامداد والتموين.
- وأخيرا وليس آخرا رده المدوي على حليف الأمس، رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، بتأكيده على “النصر والانتصار، خلافاً لقراءة الرابية ورأيها.
أفلا يدل هذا الكلام على أن قاسم يريد أن يترك الأمور مفتوحة ليتعامل مع تطورات المرحلة، كما قال هو نفسه في بداية كلمته؟
قد يكون الجواب نعم وقد يكون لا، إلا ان الساعات والأيام وربما الأسابيع القادمة عصيبة، حيث لا تفاوض إلا تحت النار، اذا ما كتب للبنان طريق غير طريق غزة، تشقه جرافات “بيبي” المتعطش للتربع على عرش إسرائيل.