
خاص – بيروت بوست
كشفت مصادر سياسية مخضرمة مطلعة لموقعنا عن مخاوف جدية من أن تتحول مبادرة القاهرة التي يقودها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، من كونها جسر وساطة مباشر بين بيروت وتل أبيب، إلى وساطة غير مباشرة بين لبنان وواشنطن، خصوصاً بعد الاطلاع على ورقة الرد اللبناني الأخيرة التي تسلمتها القاهرة مؤخراً.
وأوضحت المصادر أن التحوّل في طبيعة الوساطة قد يعقّد العملية التفاوضية، إذ لم تعد القاهرة تتعامل مع المفاوض الإسرائيلي مباشرة، بل تصبح بمثابة ناقل رسائل بين بيروت وواشنطن، ما قد يؤدي إلى تأجيل التفاهمات أو تعديل شروط الرد اللبناني بما يتوافق مع المواقف الأميركية.
وتشير المصادر إلى أن هذا الأمر قد يزيد من حساسية المبادرة، ويعرضها لخطر الانحراف عن أهدافها الأساسية المتمثلة في تخفيف التوتر على الحدود وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، يرى محللون سياسيون أن ورقة الرد اللبناني تعكس دقة الوضع الداخلي والخارجي للبنان، إذ يسعى العهد إلى حماية نفسه وتركيبته، محاولا في الوقت نفسه تجنب أي اصطدام مباشر مع واشنطن أو تل أبيب.
وتضيف المصادر أن القاهرة تتابع التطورات عن كثب، وتبحث عن صيغة تحافظ على دورها كوسيط محايد، في حين يبقى الرهان الأساسي على حسن توقيت الرسائل والمرونة في التفاوض لتفادي أي تصعيد محتمل.
ويخلص المراقبون إلى أن نجاح مبادرة القاهرة لن يقاس فقط بسرعة الوصول إلى اتفاق، بل بقدرتها على الحفاظ على توازن دقيق بين الأطراف المعنية، مع إدراك كامل لتشابك العلاقات اللبنانية الإقليمية والدولية، ما يجعل الملف حساساً ومؤثراً على مسار الاستقرار في المنطقة.





