
باسم “قوة التفاوض”، عنوان كتابه الجديد، جاء عباس عراقجي إلى بيروت. وزير خارجية إيران بدا مختلفا هذه المرة. فاللغة التي استعملها في حديثه إلى الصحافيين أكثر من ديبلوماسية، ومرنة إلى أقصى الحدود. وهو في كل محطات زيارته ركز على فكرة واحدة : فتح صفحة جديدة بين لبنان وإيران ترتكز على عدم تدخل طهران في الشؤون اللبنانية.
في المبدأ ما قاله عراقجي إيجابي. فهو لم يذكر كلمة مقاومة في كل كلامه، لكن العبرة تبقى في التنفيذ. فالجميع يعرف أن إيران تتقن الكلام المعسول والجميل، فيما أفعالها في مكان آخر، والتجارب المرة معها تثبت الأمر. فهل الوضع مختلف هذه المرة؟ وهل من تبدل حقيقي في الموقف الإيراني انطلاقا من المتغيرات المحلية والإقليمية وحتى الدولية؟
في الجنوب، الوضع لا يزال متفجرا بين اليونيفيل والأهالي. إذ اعترض عدد من أهالي بلدة صديقين في قضاء صور دورية من القوات الدولية بحجة عدم مرافقة الجيش لها، فيما كانت تحاول الدخول إلى منطقة في البلدة. فأي رسالة يريد الثنائي إيصالها من خلال تكرار تعرضه للقوات الدولية؟ ولماذ يتعمد اتباع سياسة الإستفزاز، وخصوصا أن عددا من الفتيان عمدوا إلى رفع رايات حزب الله وحركة أمل على آلية اليونيفيل؟
سياسيا، علم أن رئيس الحكومة نواف سلام سيوجه كلمة إلى اللبنانيين الخميس المقبل يعرض فيها ما حققته الحكومة في المئة يوم الأولى من عمرها.
اما إقليميا، فالأجواء غير مريحة. ذاك ان الإتفاق النووي الإيراني يبدو كأنه وصل الى طريق مسدود، فيما الوضع في غزة متفجر وينذر بمزيد من الدماء.