حنين غدار
ارتبط تصعيد حزب الله بمراحل حرب غزة، مما يشير إلى أن الحزب يريد المشاركة في مفاوضات ما بعد الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين. فقد بدأ باستخدام أسلحة أكثر تقدماً بعد الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في نيسان، على الرغم من أنه لم ينشر بعد أنظمته الأكثر فعالية. ومؤخراً، كما قام بتصعيد هجماته بسرعة رداً على الهجوم الإسرائيلي في رفح واقتراح إدارة بايدن لخطة من ثلاث خطوات لغزة.
ترتبط حسابات حزب الله بحسابات إيران لأنه، على عكس الوكلاء الآخرين، مرتبط عضوياً بـفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يلعب دوراً أساسيا في عملية صنع القرار في طهران، التي لا تريد، حتى الساعة، التورط بشكل مباشر في النزاع الحالي، إلا إذا هددت إسرائيل برنامجها النووي أو قبضَتِها على السلطة السياسية. في هذا السياق، يعمل حزب الله أيضاً بمثابة بوليصة تأمين للنظام، حيث يوفر رادعاً ضد إسرائيل وحماية للأصول الإيرانية داخل لبنان.
ان الدفع الدولي الحالي للتوصل إلى حل دبلوماسي للازمة على الحدود اللبنانية، يفرض على المسؤولين التركيز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لتجنب نزاع واسع النطاق. فقد فشلت المبادرات السابقة التي سعت إلى تحقيق أهداف أوسع نطاقاً، مثل القرار الدولي رقم 1701، الذي منع حزب الله من الإبقاء على تواجده جنوب نهر الليطاني، مراراً وتكراراً لأن قوات حفظ السلام الدولية والجيش اللبناني لم يكونا على مستوى مهمة فرض القانون.
يتطلب الحل الدبلوماسي طويل الأمد إعادة ترسيخ سيادة الدولة في لبنان، وبشكل أساسي من خلال قرار مجلس الأمن رقم 1559، الذي دعا إلى مكافحة المهربين على طول الحدود اللبنانية السورية والحد من قدرة حزب الله على العمل كقوة عسكرية في الداخل اللبناني. ولا يمكن لوقف إطلاق النار مع إسرائيل أن يستمر إلى أجل غير مسمى دون معالجة هذه المخاوف بشأن التهريب والسيادة.
حنين غدار
باحثة في “برنامج «ليندا وتوني روبين» حول السياسة العربية” في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.