هل ساعدت واشنطن في استهداف شكر؟
خاص-بيروت بوست
لا شك ان الولايات المتحدة الاميركية، تتابع منذ عشرات السنوات مجموعة من الشخصيات المتهمة بلعب دور في استهداف السفارة الاميركية في عين المريسة، ومقر قيادة مشاة البحرية الى الجانب من مطار بيروت الدولي عام ١٩٨٣، فضلا عن خطف طائرة ال TWA عام ١٩٨٥، والتي اتهم عماد مغنية بالوقوف ورادها.
وللتذكير فان الدعاوى القضائية المرفوعة داخل الولايات المتحدة من قبل اهالي الضحايا في تلك الحوادث لا زالت مفتوحة رغم مرور كل هذه السنوات، حيث عملت اجهزة المخابرات الاميركية، على تنوعها، على رصد ومتابعة وجمع المعلومات، وعرض مبالغ مالية تقدر بالملايين مقابل الحصول على معلومات عن مجموعة من الاشخاص الذين اصبحوا قياديين في حزب الله، ومن بينهم فؤاد شكر.
وفي هذا الاطار، تجمع المعلومات على ان ثمة تعاون امني وثيق، بين المخابرات الاميركية والاسرائيلية، على هذا الصعيد، حيث تعقد لقاءات دورية لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الطرفين، والتي نجحت اكثر من مرة في تحقيق اهدافها، من خلال عمليات التصفية التي حصلت، سواء عماد مغنية، مصطفى بدر الدين، اللواء رضى موسوي، وغيرهم.
وتشير المعطيات في هذا الخصوص الى ان الايام الماضية شهدت تحليقا مكثفا، لطائرة تجسس وحرب الكترونية اميركية، مجهزة باحدث تقنيات الرصد والمسح، وفقا لما بينته بعض مواقع الحركة الجوية، فوق لبنان وسوريا لساعات طويلة، في عمليات بحث ومسح، غالبا ما تتم قبيل عمليات الاغتيال.
فهل تحركت تل ابيب بناء على معلومات استخبارية اميركية؟
الواضح والاكيد، استنادا لتجارب سابقة، انه لن يتم الاعلان رسميا في حال حصول هكذا تعاون، رغم انه مرجح بدرجة كبيرة، فاسرائيل لن تقدم على اغتيال شخصية مطلوبة لواشنطن بملف ارهابي، ووفقا لقانون الارهاب الاميركي المعدل، دون مراجعة او ابلاغ واشنطن بالامر، والحصول على الضوء الاخضر للتنفيذ.
يبقى الاهم ان الصورة الموزعة لفؤاد شكر، تظهره باللباس العسكري الاميركي الجديد، وهي التقطت على ما يبدو خلال احتفال عسكري للحرس الثوري في طهران، منذ مدة غير بعيدة، وهو امر يتطلب مجهود استخباراتي ضخم، وتعاون بين اكثر من جهة.