أظهر الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية، على المستوى العسكري، ضعفاً كبيراً في دفاعات روسيا الحدودية، ما أثار ارتباك القيادة في موسكو، من جهة، وأثبت، من جهة اخرى، قدرة أوكرانيا المستمرة في التحركات المفاجئة.
لكن الحروب سياسية فضلاً عن كونها عسكرية، لذلك سياسيا، غير التوغل الاوكراني في كورسك غير مسار الصراع بشكل أساسي، خالطا اوراق الرئيس بوتين، مسددا ضربة قاتلة للسرد والخط السياسي الذي كان يحاول بناءه بعناية، وبتكلفة كبيرة.
فالنتيجة الرئيسية للهجوم، ليست في ساحات القتال، فحسب، لكن في البيئات السياسية في كييف وموسكو، حيث ارتفعت الروح المعنوية والعزيمة، في الأولى، وزادت الشكوك وعدم اليقين، في الثانية. كما بدأت العواصم الغربية تستيقظ على واقع جديد في الحرب، يفترض تعزيز الدعم على انواعه لاوكرانيا.
اذن المسألة ليست مسألة تقدم الجيش الأوكراني إلى ضواحي موسكو، وهو أمر من الواضح أنه لن يحدث وليس مطلوبا، بل إرغام القيادة السياسية الروسية على إدراك أنه لا توجد ببساطة أي وسيلة يمكنها من خلالها الفوز بهذه الحرب.
فمن الواضح بالفعل أن هجوم كورسك كان نقطة تحول في الحرب. وما إذا كان هذا الهجوم سوف يكون نقطة التحول النهائية التي تؤدي إلى هذا الإدراك في الكرملين هو السؤال الحاسم الذي ينتظرنا. وقد يكون كذلك بالفعل
