عالسطرأمن وقضاءسياسة

نيسان …. شهر الاعياد والاستحقاقات

مجددا، واشنطن-طهران: المعادلة التي يحقق نجاحها استقرارا للمنطقة ولبنان، وإبعادا لشبح الحرب، والتي يسبب فشلها انعداما للاستقرار، ودخولا للشرق الأوسط في المجهول، هو الغارق أصلا في دوامة الصراعات الموزعة بين غزة وجنوب لبنان وسوريا كلها.

فهل تضع جولة السبت المقبل في عمان، التي اعلن عنها قبل ايام الرئيس دونالد ترامب، حجر الاساس لمسار ايجابي، أم تتفجر المحاولة من أول الطريق؟

كل من يزعم امتلاك الجواب باستثناء الطرفين المتفاوضين يجافي الحقيقة ويبالغ بادعاء المعرفة، فحتى بنيامين نتنياهو الذي زار البيت الابيض قبل ايام، كتب الكثير حول تفاجئه بالمسعى التفاوضي الجديد، الذي فرمل اندفاعته لاستهداف ايران، تماما كما صدم قبل فترة بإعلان ترامب عن مفاوضات مع حماس.

اما لبنانيا، فبات واضحا ان معظم ما نشر وقيل محليا حول زيارة مورغان اورتاغوس لم يكن صحيحا: فلا الموفدة الاميركية تراجعت عن ضغوط بلادها، ولا المسؤولون اللبنانيون كانوا على قلب واحد في المقاربة.

فاورتاغوس أعلنت بنفسها ما طلبته من لبنان، وخلاصته ألا دعم ماليا إلا بإقرار الإصلاحات الصعبة على المنظومة، وباستئصال السرطان الذي يضرب الجسم اللبناني وفق المفهوم الاميركي، أي حزب الله.

اما على الجبهة اللبنانية، فالبيانات الرسمية الانشائية بعد استقبال اورتاغوس لم يأخذها أحد على محمل الجد، في وقت يصيب التصدع جسد حكومة الاحزاب المقنعة، حكومة التحالف الرباعي الجديد.

فشهر الأعياد والأستحقاقات في آن لكن حتى من دون إجازات الأعياد فإن ما هو مطلوب، تشريعيا وتنفيذيا، يقع في دائرة البطء والتمهل ، إن لم نقل الإهمال. كثيرة هي الأستحقاقات المنتظرة، وما هو مطلوب لبنانيا، لمواكبتها ، كثير ايضا ، لكن السلطات ، سواء أكانت التشريعية والتنفيذية، لا تعمل وفق الوتيرة المطلوبة، لتعود بالمردود على لبنان… على سبيل المثال لا الحصر، أجتماعات صندوق النقد الدولي بعد عشرة أيام، فهل لدى الوفد اللبناني قوانين ناجزة مطلوبة ليحملها معه؟ وإذا كانت غير ناجزة، فماذا سيحمل ؟ وبماذا يعود؟ 

وما ينطبق على الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي، والتباطؤ التي يعتري التحضير لها ، ينطبق ايضا على الوضع الميداني في الجنوب: حزب الله يقف خلف الدولة ، الدولة تحاول الوقوف خلف الولايات المتحدة الأميركية، الولايات المتحدة الأميركية تجاهر بما هو مطلوب ، مرة واثنتين وعشرة، لكن لا من يستجيب، فهل البلد أمام مأزق ؟ ربما يجدر الإنتظار أكثر للوصول إلى استنتاج أكثر دقة ، لكن غيوم الحذر التي بدأت تتجمع باتت أكثر من مؤشرات الإرتياح ، إلا إذا صنفنا الوعود على أنها ارتياح. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى