نزاعات وصراعاتسياسةعالسطر

مهمة معقدة لهوكشتاين في اسرائيل وبوريل ناصحا: لا تواجهوا واشنطن

الرياض للودريان: لن نتدخل في التفاصيل ولا تعهدات قبل تحديد «هوية» الرئيس

ميشال نصر

ميدانيا، التصعيد سيد الموقف، داخليا، مع تصعيد حراك العسكريين المتقاعدين لتحركاتهم  واتصالاتهم، كما لهجهتم التي بلغت حدودا غير مسبوقة، بعد «تهريبة» الحكومة امس، «التي نقلت المواجهة الى مكان آخر»، على ما يؤكد الحراك، وحدوديا، مع انطلاق المرحلة الجديدة من الهجمة الاسرائيلية على الحدود الشمالية في لبنان وسوريا. سياسيا، جولات دبلوماسية، وزيارات اوروبية الى بيروت، واميركية الى تل ابيب، املا في تغيير «ما قد يكون كتب»، في وقت عادت الملفات الداخالية بغالبيتها الى مربعها الاول، من تعثر تحريك مياه الرئاسة الراكدة، مرورا بـ «هريان» المؤسسات الرسمية وشللها، ودوران المؤسسات الدستورية في حلقة مفرغة.

بوريل 

ففيما وصل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى اسرائيل، ضيفا عزيزا، بشكل مفاجئ، حاملا رسالة سياسية، بعد سلسلة الزيارات العسكرية التي قام بها مجموعة من كبار ضباط الجيش الاميركي، الذين استطلعوا الجبهة الشمالية، كان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، يسوح ويجول بين المقار الرسمية اللبنانية، ناقلا تضامنا وتعاطفا كلاميا،لفت فيه اعتماده لغة سادت مع اندلاع ثورة 17 تشرين، في اعلانه « أنّ «الاتحاد الأوروبي يقف مع الشعب اللبناني» دون ذكر الدولة، وطغت عليه مرارة عدم استقباله في تل ابيب، على ما اشارت مصادر مواكبة للجولة والاجتماعات، معبرا عن قلقه مما قد تحمله الاسابيع القادمة من تصعيد على الجبهة الجنوبية، في ظل اصرار رئيس الحكومة الاسرائيلية على المضي قدما في سياساته، ناصحا بعدم السير بعكس الرياح الاميركية «هذه الايام».

وفي معرض تعليقها على الزيارة، اشارت اوساط سياسية الى ان الزيارة الاوروبية الى بيروت غير مفيدة عمليا، ولن تضيف شيئا، سواء على الصعيد المادي وحتى السياسي، اذ لا توافق بين دول الاتحاد الاوروبي على التعامل مع الملف اللبناني، في ظل انقسامها حول الموقف من حزب الله، ودور المؤسسات الرسمية اللبناني، فالاتحاد يقف لا حول ولا قوة له حتى فيما خص انتخابات رئاسة الجمهورية، كما ان الاتحاد لم يتخذ بعد اي جراءات جدية لتنفيذ وعده بدفع «المليار يورو»، فيما خص ملف النزوح السوري، وعدم قدرته راهنا على رفع نسبة مساعداته للبنان، خصوصا ان تمويل خطة الطوارئ الحكومية اوروبي بغالبيته، معتبرة ان كل المواقف التي اطلقها بوريل، لن تقدم او تؤخر في مسار الاحداث والتطورات، التي يتم رسمها بين واشنطن وتل ابيب، حيث يجري اعداد «طبخة لبنانية ما»، لم تعرف مكوناتها حتى الساعة، باعتراف المسؤول الاوروبي نفسـه.

الملف الرئاسي 

رئاسيا، عادت الامور على ما يبدو الى مربعها الاول رئاسيا، رغم استمرار الاتصالات «السرية» التي بداها اعضاء الخماسية مع بعض النواب،حيث اعادت الاوساط السبب الى نتائج جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى الرياض والتي اتت مخيبة لباريس، اذ فشل الاخير في «جر» القيادة السعودية الى الوحول اللبنانية من جديد، اذ يصر ولي العهد السعودي على ان المملكة لن تتدخل في لعبة الاسماء والآليات الانتخابية، ولن تمارس اي ضغوط في هذا المجال، كما انها لن تتعهد بتقديم اي مساعدات، او تغيير في سياستها تجاه لبنان الرسمي، قبل انتخاب رئيس ومعرفة هويته، ليبنى على الشيئ مقتضاه.

وليس بعيدا عن الملف الرئاسي علم ان اتصالات بعيدة عن الاعلام تجري لتخفيف الاحتقان بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والذي ارتفعت حدته في الايام الاخيرة، تمهيدا لعقد اجتماع للجنة بكركي، لاستكمال مناقشتها حول الوثيقة التي تعتزم انجازها، والتي تلح الفاتيكان على خروجها الى العلن في اقرب وقت ممكن، كسقف تلتزم به الاطراف المسيحية السياسية.

هوكشتاين 

وبالعودة الى زيارة الوسيط الاميركي الى تل ابيب، فقد كشفت المعلومات ان الزيارة تاتي في سياق استكمال المباحثات التي بدات «افتراضيا» الاسبوع الماضي واتفق على متابعتها، بعدما انجز العسكريون وضع تصوراتهم، وفقا للاولويات التي وضعها الاسرائيليون، وفي هذا الاطار تكشف المعطيات ان ثمة طرحا اميركيا، مقبول لبنانيا، يقضي بخفض التصعيد العسكري على الجبهة اللبنانية، وحصره في الداخل السوري، انطلاقا من انخفاض حدة العمليات العسكرية في قطاع غزة، تزامنا مع اطلاق جولة مفاوضات دبلوماسية، ترافقها ضغوطات سياسية، وهو ما رفضته تل ابيب معتبرة ان اي مفاوضات دبلوماسية لن تنجح دون ضغط عسكري كبير، وسقف تاريخي محدد لها، وهذا ما تبلغته بيروت بوضوح.

وتتابع المصادر ان الادارة الاميركية تحاول تثبيت بعض نقاط «اتفاق اليوم الثاني لانتهاء الحرب»، قبل الانتقال الى البحث في الضمانات والآليات،التي تتضمن رفعا للتنسيق العسكري والامني بين واشنطن وتل ابيب، والذي بدات تظهر مؤشراته على الارض سواء في لبنان او سوريا، وآخره في العملية التي نفذت في مصياف، والتي جاءت نتيجة تعاون استخباراتي وعمليات رصد وتجسس، نفذتها طائرات اميركية واسرائيلية مجهزة باحدث الوسائل التكنولوجية لايام، فوق الساحلين اللبناني والسوري، امتدادا نحو الداخل، مشيرة الى ان واشنطن لا تمانع تصعيد العمليات العسكرية في سوريا، في اطار خطة ضرب خطوط امداد الحزب، كجزء من عمليات الضغط، التي ستواكب بحملة في مجلس الامن.

اظهر المزيد

بيروت بوست

بيروت بوست، موقع إلكتروني مستقل يَرصُد جميع الأخبار السياسية، الفنية والرياضية في لبنان والشرق الاوسط والعالم، بالإضافة إلى تحليل الأحداث المحلية والإقليمية...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى