«الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة
ميشال نصر
بين التفاؤل والتشاؤم تلعب بورصة المواقف المحلية من مسألة الانفراج الرئاسي الذي يحكى عنه، والناتج من حركة ديبلوماسية خارجية، فرنسية تحديدا، ودينامية داخلية، اكثر بلورة، عند طرفي الصراع، وسط اهتزازات نيابية يتوقع ان ينتج منها توازنات جديدة، حيث يتحرك الشارع المسيحي السياسي بشكل سريع، من الديمان، الى معراب، فميرنا الشالوحي، محاولا رسم معادلة جديدة، تعيده لاعبا فاعلا في الاستحقاقات، بعدما بات قاب قوسين او ادنى من خسارة كل مكتسباته في السلطة.
فمع وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى السعودية لبحث مجموعة من الملفات من بينها لبنان، اكدت مصادر في الايليزيه ان باريس طورت خطة رئاسية، بالتعاون مع واشنطن، للخروج من عنق الزجاجة، تنطلق مع اعلان “هدنة” في غزة، تسمح بتمرير استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، مستفيدة من التهدئة، بعد فصل فريق الثامن من آذار بين الرئاسة وغزة، بمعنى، عدم تجيير نتائج المعارك الحدودية في الداخل، مشيرة الى ان الخماسي الدولي لا يتدخّل في كيفية اجراء الاستحقاق ويهمّه فقط إنجازُه وملء الشغور الرئاسي في هذه الفترة الحساسة والخطرة لبنانيا واقليميا.
تكتل الاعتدال الوطني
في موازاة ذلك، كشف احد اعضاء تكتل الاعتدال الوطني، عن تصور جديد قيد الدرس، بهدف تفعيل مبادرته القديمة، استنادا الى المواقف المستجدة، لمواكبة التحركات الدولية الجارية، والدينامية السياسية التي خلقها كل من خطابي عين التينة ومعراب، وحركة رئيس التيار الوطني الحر، الذي عاد مرتاحا من زيارته الى الدوحة، معتبرا ان طرح اسماء جديدة امر مشجع وقد يساهم في فتح كوة في جدار الازمة المتحكمة، خصوصا اننا عشية استحقاقات داهمة ما عادت تنفع معها المعالجات الترقيعية، مع تحكم الشغور بكل مرافق الدولة ومؤسساتها، خاتما بان الايام المقبلة ستشهد خطوات عملية لعين التينة في اتجاه التحريك الجدي لملف الرئاسة.
لقاء الديمان
مصادر واكبت اجتماع الرباعية بالبطريرك الراعي، كشفت للديار ان الحديث بين النواب الياس بوصعب، ابراهيم كنعان، الان عون، سيمون ابي رميا، لم يتطرق الى “الخلاف” مع التيار الوطني الحر، حرصا على عدم توريط الصرح وابقاء سيده خارج الصراعات الضيقة، حيث كان من الضروري ان تكون انطلاقة التحرك السياسي الجديد للمجموعة من البطريركية، مع ما لذلك من رمزية، اذ جرى استعراض الوضع المسيحي العام، والاستحقاقات الدستورية والادارية المعطلة والعالقة، عارضين برنامج عملهم وتحركهم للفترة المقبلة، وسط سعيهم لبلورة حركة معينة من خارج الاطر المقفلة والاصطفافات الحالية، لا سقف لها، وتتمتع بالليونة الكافية التي تسمح لها بالتعاطي والانفتاح على الافرقاء كافة، حيث لا مشاريع شخصية، فهي، رغم وجود مرشحين للرئاسة بين صفوفها، منفتحة على ايجاد حلول وخلق ديناميات جديدة تبدأ مسيحية وتتوسع باتجاه باقي الطوائف، اذ لا اشكاليات في التواصل مع اي كان، وهو ما يمنحها هامش حركة كبيرا.
واشارت المصادر، الى ان المطلوب اليوم تأدية دور “جسر للتواصل” الذي يسمح بالتلاقي بين الاطراف، خصوصا ان “الكيان” الجديد بات لاعبا في معادلة رئاسة الجمهورية لا يمكن التنكر له او تجاهله، او التخفيف من قدرته على التحرك، الناتج من ليونته وتخطيه مسألة “الشخصانية”، اذ رغم تفضيله لوصول احد افراده الى بعبدا، فانه منفتح على الاسماء الاخرى.
اشكال التربية
وفي اطار التحلل الذي تعاني منه الدولة، وازمات الفريق الحكومي، أعاد الحديث عن استقالة او اعتكاف وزير التربية، وتعيين وزير جديد الى الواجهة الصلاحيات الدستورية، اذ اكد مصدر قانوني انه في حال اعتكاف وزير التربية يتولى مهام الوزارة الوزير الرديف “المعين” في مرسوم تشكيل الحكومة، معتبرا ان الحديث عن استقالة وتعيين وزير جديد يندرج في اطار الضغط السياسي، ذلك ان لا رئيس حكومة تصريف الاعمال، ولا بيك المختارة، في صدد فتح معركة مع الاطراف المسيحية، خصوصا ان الحكومة امتنعت عن اجراء تعيينات ضرورية لسير المرافق العامة بحجة غياب رئيس الجمهورية، فكيف لها ان تعين وزيرا، وهذه صلاحية اساسية من صلاحيات الرئيس.