فرنسا نحو ازمة “فراغ حكومي” ؟

يعكف السياسي المحافظ، ميشال بارنييه، على تشكيل حكومة جامعة في محاولة لإخراج فرنسا من المأزق السياسي الغارقة فيه منذ الانتخابات التشريعية التي جرت قبل شهرين، اذ يدرك المفوض الأوروبي السابق، البالغ 73 عاماً، أن عليه إيجاد التوازنات الضرورية لكي لا يسقط عند أول مذكرة حجب ثقة في “الجمعية الوطنية المشرذمة”.
وتفيد أوساط الوزير السابق بأنه أجرى الكثير من الاتصالات الهاتفية قبل توليه مهامه، شملت خصوصاً مسؤولين في اليمين، ورئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ.
ويحاول السياسي المحافظ، إظهار التعاون مع مختلف الأفرقاء، بقوله إنه يجب “احترام كل القوى السياسية” الممثلة في البرلمان لأن “الفئوية علامة ضعف”، مضيفاً “ينبغي قدر المستطاع رفع التحديات والاستجابة للغضب والمعاناة والشعور بالإهمال والظلم”، ذاكراً أن من بين أولوياته التعليم المدرسي، والأمن، والهجرة، والعمل، والقدرة الشرائية. ووعد كذلك “بقول الحقيقة” حول “الدين المالي والبيئي” لفرنسا.
وتنقسم الجمعية الوطنية بين ثلاث كتل: “تحالف الجبهة الشعبية الجديدة” الذي يجمع الأحزاب اليسارية، ويشغل أكثر من 190 مقعداً، يليه “معسكر الرئاسة” الذي فاز بـ160 مقعداً، و”التجمّع الوطني اليميني” الذي حصل على 140 مقعداً.
ولم تحصل أيّ كتلة تالياً على الغالبية المطلقة التي تبلغ 289 مقعداً في المجلس الذي يتألّف من 577 مقعداً.
وكان ماكرون دعا إلى هذه الانتخابات إثر الهزيمة الكبيرة التي منيت بها غالبيته في الانتخابات الأوروبية التي تصدرها أقصى اليمين في فرنسا.
وأعلن “التجمع الوطني اليميني” من الآن أنه “لن يشارك” في حكومة بارنييه، في وقت يشكل فيه نوابه الـ126 بيضة القبان في حال التصويت على حجب الثقة.
كما كان لليسار الذي يعتبر القوة الأكبر في الجمعية الوطنية، وكان يطالب بمنصب رئيس الوزراء، الموقف نفسه مندداً “برئيس وزراء عُيّن بإذن من أقصى اليمين”.
وندد زعيم الاشتراكيين، أوليفيه فور، عبر منصة “إكس” بـ”وصول إنكار الديموقراطية إلى الذروة” فيما حل “حزب الجمهوريين اليميني” الذي ينتمي إليه بارنييه في المرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية.
وأكد، ثقته من أن ما من شخصية في الحزب ستنضم إلى حكومة ميشال بارنييه، مشدداً على أن هذا الأخير سيكون موضع مذكرة حجب ثقة فورية من جانب اليسار.
وقال زعيم اليسار الراديكالي، جان لوك ميلانشون، “لقد سُرقت الانتخابات من الفرنسيين”، مؤكداً تعزيز هذا التعيين من مسعاه لإقالة ماكرون، مع دعوات إلى التظاهر السبت.
وإلى جانب حزب الجمهوريين، يمكن لبارنييه التعويل على أعضاء في الغالبية الرئاسية السابقة، وقال رئيس الوزراء السابق، إدوار فيليب، إن “كثيرين سيساعدونهم” من هذه الأوساط.
فيما تبدي الكتلة الوسطية “ليوت” موقفاً إيجابياً حيال “السياسي صاحب الخبرة المتينة” شرط “أن تعكس تشكيلة الحكومة المقبلة وتوجهاتها تغييراً في النهج والوجهة”.
(المصدر: الميادين)