طهران وراء محاولة اغتيال ترامب؟
طهران وراء محاولة اغتيال ترامب؟
ميشال نصر
قبل ساعات من محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، صرح “غريمه” الرئيس جو بايدن بما معناه “طالما انا عايش لن يصل ترامب الى البيت الابيض”.
وبالعودة سنوات الى الوراء، تنبأت سلسلة “عائلة سيمبسون” الكرتونية الاميركية مقتل دونالد ترامب، بعد محاولة فاشلة لاغتياله، لسبب غامض، عام ٢٠٢٤، بعد ترشحه للرئاسة الاميركية.
وقائع اضاءت عليها التطورات التي تشهدها الولايات المتحدة الاميركية، منذ الامس، والتي طرحت الكثير من التساؤلات حول الجهات التي تقف وراءها، خصوصا ان محورها شخصية جدلية، جمعت حولها “خلطة اعداء”، من “كل وادي عصا”، يجمعها بالتاكيد دونالد ترامب، الذي ارسى معادلة انتخابات ٢٠٢٤ ومفادها “البيت الابيض ٢٠٢٤، بين المعتوه والمجنون”.
ولكن من يمكن ان يكون صاحب هذا المخطط؟ التحاليل والتنظيرات كثيرة، تتراوح بين من يرى في المشهد “مسرحية ترامبية” ، لتعزيز الحظوظ، وبين من يرى في الحادثة محاولة خطيرة لقلب مسار الولايات التحدة الاميركية، ومستقبلها، ومعها العالم.
من هنا يمكن التوقف عند مجموعة من المعطيات، قد توضح بعضا من جوانب الصورة، قد تسمح بتوجيه الاتهام لاحد الاطراف التالية:
– عملية فردية نفذها “مختل عقلي”، كثرت ظاهرة وجود امثاله هذه الايام في اميركا، مع ميلهم نحو السلوك العنفي، في ظل انتشار السلاح الفردي، وقد شهدنا الكثير من حالات العنف تلك خلال الاشهر الاخيرة.
-احد اجهزة الامن الاميركية، المتضررة من وصول ترامب الى البيت الابيض، خصوصا ان الاخير تجمعه علاقة سيئة بغالبيتها، مع الاشارة هنا الى ان احدا لم ينسى بعد، اتهام تلك الاجهزة بالوقوف خلف اغتيال الرئيس جون كينيدي، وكامل افراد عائلته في ظروف غامضة. فهل هو التاريخ يعيد نفسه؟ قد يكون الجواب “صعبة شوي”.
-احد اجهزة المخابرات الخارجية، حيث المروحة الواسعة، تبدا من بكين ولا تنتهي ببيونغيانغ، رغم ان تلك الفرضية تبقى ضعيفة الى حد ما، لاسباب كثيرة، ابرزها عيون المخابرات الروسية “المفتحة” لحماية ترامب، وفقا للكثيرين.
-مجموعة ارهابية، سواء خارجية، على مثال القاعدة، داعش وغيرها، وكلها تملك الحجج والامكانات بالتاكيد، لتنفيذ هكذا خطة، او كذلك الامر مجموعة متطرفة داخلية، من اصحاب نظريات انفصال واستقلال الولايات، وقد شهدنا منذ ايام دعوة في هذا الاتجاه.
-الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي ادرجت اسم ترامب، واعضاء في فريقه على لوائح التصفية، ردا على قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهنا يجدر التوقف عند امرين:
اولا، الاجراءات التي اتخذت لتامين سلامة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، على خلفية انكشاف مخطط ايراني لقتله، منذ فترة ليست ببعيدة.
ثانيا، التحذير الصادر من واشنطن، حول رصد حركة “غير اعتيادة” لشبكات مرتبطة بايران وحرسها الثوري، منذ شهرين تقريبا، حيث تكفي مراجعة بعض الاعلام لاكتشاف الامر.
من المتعارف عليه مقولة مشهورة تقول،” كذب المنجمون ولو صدقوا”، رغم ان العكس هو الصحيح في الوجدان الشعبي حول العالم، وما “آل سيمبسون” في اميركا، وعبد اللطيف وحايك، في لبنان، الا الدليل الاكيد.
الخلاصة يعيد مشهد الامس الى الواجهة، “قصر الشعب” في بعبدا، يوم الجمعة ١٢ تشرين الاول ١٩٩٠، قبل ساعات من الاجتياح السوري، حيث يقف على المنصة رئيس الحكومة الانتقالية العماد ميشال عون، ملقيا كلمة في الحشود، لينجو من رصاصة اطلقها “فرنسوا حلال”، مصيبة احد مرافقيه “العكاريين” ، الذي استشهد على الفور، والنتيجة انقلاب مسار التاريخ، ودخول لبنان مرحلة جديدة مستمرة حتى اليوم.
….. واللبيب من الاشارة يفهم….