![جنبلاط - الشرع .... احياء علاقة الاجداد؟ 1](https://i0.wp.com/beirutp.com/wp-content/uploads/2024/12/Doc-P-519133-638704640514351900.jpeg?resize=780%2C470&ssl=1)
انه أحد لبنان في سوريا. فبعد اسبوعين تماما على هروب بشار الاسد، وبعد ثلاثة عشر عاما على آخر زيارة لوليد جنبلاط الى دمشق، زار الزعيم الدرزي عاصمة الامويين حيث التقى قيادتها الجديدة وعلى رأسها احمد الشرع. في الشكل، الزيارة للتهنئة، لكنها في العمق حملت اكثر من دلالة.
فصورة وليد جنبلاط في قصر الشعب وهو يسير على السجادة الحمراء، بدت كانتقام من السيرة الحمراء للنظام السابق في حق لبنان واللبنانيين.في المضمون، مجرى المحادثات والتصريحات يشير الى ان القيادة السورية الجديدة تريد علاقات مميزة حقيقية مع لبنان، والعلاقات المميزة عندها لا تعني بتاتا وضع اليد على لبنان ولا مصادرة قراره، ولا اعتبار لبنان بمثابة حديقة خلفية لدمشق.
فوليد بيك التقط لحظة المتغيِّرات العربية والإقليمية والدولية، ودخل على خطِّها، حاملاً التاريخ بيد والمستقبل بيد، أهدى الجولاني كتاب أبن خلدون لمؤلفه الأمير شكيب أرسلان منذ قرابة المئة عام، وفي الإهداء ضرب عصفورين بحجر واحد: الإضاءة على إرث الموحِّدين الدروز، والدعوة إلى التعمق بمقدمة إبن خلدون رائد عِلم الإجتماع. الجولاني رد التحية لجنبلاط فذكَّره بأن جده لوالده كان رفيقاً لسلطان باشا الأطرش، هكذا سار التاريخ والحاضر والمستقبل بين الرجلين علمًا ان الجولاني تمنى محو الذاكرة السورية التي نكَّلت باللبنانيين.
البداية اذا جيدة، لكنها ككل بداية تحتاج الى متابعةٍ دقيقة وحثيثة من المسؤولين اللبنانيين والسوريين، على ان تبقى العبرة في التنفيذ.